أمريكا تخطط لمساعدة «الثوار المعتدلين» في سوريا لمواجهة الأسد.. إدارة أوباما طلبت 500 مليون دولار من الكونجرس لتنفيذ أهدافها.. «باحثان أمريكيان»: دعم المعارضة بأسلحة فتاكة لوقف تقد
أكد الباحثان الأمريكيان، مايكل آيزنشتات، مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن، وجيفري وايت الباحث بالشئون الدفاعية في معهد واشنطن، أن أمريكا ستقدم تدريبات سرية للثوار السوريين، لكنها لن تنجح في إزالة النظام السوري.
وأشاروا إلى قرار إدارة الرئيس أوباما في يونيو الماضى، الذي طلب فيه مبلغ 500 مليون دولار من الكونجرس لتدريب وتجهيز عناصر خاضعة للتدقيق الأمني من المعارضة السورية المسلحة، ليؤشر على نقطة تحول في سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وجاء الطلب في أعقب سلسلة من النكسات الكبيرة التي لحقت بالسياسة الأمريكية في المنطقة، من ضمنها نجاح نظام بشار الأسد في قلب الطاولة على المعارضة المسلحة ليعزز بذلك فرص صموده بشكل أكبر، بالإضافة إلى سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، مؤخرًا، على أراضٍ شاسعة من شرق سوريا وشمال العراق.
وأوضح مايكل وجيفري أن الدعم الأمريكي بالأسلحة الفتاكة الذي تم تقديمه للمعارضة السورية قد اقتصر حتى الآن، على جهودٍ سرية وضيقة النطاق لتدريب هذه المعارضة وتجهيزها.
ويوفر «برنامج التدريب الأمريكانى» فرصةً لإيقاف زحف «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق ولتجنب انتصار النظام في سوريا بشكلٍ يضر بالمصالح الأمريكية.
أهداف البرنامج
وقال مايكل وجيفري: إنه من غير المرجح أن "تنتصر" المعارضة السورية المعتدلة، ومن المؤكد تقريبًا أن الولايات المتحدة لن "تحلّ" الحرب الأهلية السورية، وليس في المستقبل المنظور. لكن لا يجدر اعتبار هذه الأمور معيارًا لتقييم الجدوى والقيمة لبرنامج التدريب والتجهيز المعزز.
ومثل هذا البرنامج قد يتيح للولايات المتحدة ضمان سلامة مصالحها الحيوية والتخفيف من حدة بعض التأثيرات السلبية التي تتركها الحرب الأهلية السورية، دون تدخل أمريكي مباشر.
وبوجه خاص فإن هذا البرنامج قد يمكّن الولايات المتحدة من تقوية المعارضة المعتدلة كبديل عن حركات المعارضة السلفية- الجهادية، وربما كبديل عن نظام الأسد نفسه.
وقال مايكل وجيفري: أن البرنامج سيعطي النظام السوري الخيار ما بين صراع مدمر ومفتوح وبين حل دبلوماسي، مع إحكام الضغط على نظام الأسد و«حزب الله» وإيران لردع أي نزعة مغامرة من جانبهم.
وسيدفع البرنامج الأمريكي «الدولة الإسلامية» إلى تقليل عدد قواتها في العراق من أجل التصدي للتحدي الذي تواجهه في سوريا، وبالتالي تخفيف الضغط على حكومة نوري المالكي.
وأشاروا إلى أنه لو ثبت أنّ المعارضة المعتدلة عاجزة عن بذل جهود أكبر مما تبذله اليوم، يبقى باستطاعتها مواصلة الضغط على نظام الأسد وتقييد قوات حلفائه الإيرانيين و«حزب الله» وربما من الشيعة العراقيين، الأمر الذي يحد من قدرتهم على الانخراط في أعمال أو نزعات مغامرة في مكان آخر.
عناصر البرنامج
قال مايكل وجيفري: إن قيام البرنامج الأمريكي يساهم في تقوية المعارضة المعتدلة عبر نقل الأسلحة والمعدات إليها وتزويدها بنسبة أكبر من التدريب المتقدم وتحسين مستوى القيادة والتحكم والتواصل والاستخبارات لديها، فضلًا عن تعزيز إمكانياتها اللوجيستية عبر آلية مساندة موحدة.
كما يساعد بالأسلحة الفتاكة، وبمزيد من الأسلحة على اختلاف أنواعها، خصوصًا مدافع الهاون والأسلحة المضادة للدروع (البنادق عديمة الارتداد) والقذائف الصاروخية والمدفعية المضادة للطائرات، وكمية صغيرة من أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف التي تسلَّم للعناصر الخاضعة لتدقيق أمني دقيق - وذلك بالترافق مع حملة إعلامية مكثفة لتعظيم إنجازاتهم.
وأكدا أن التدريب يتمثل في توجيهات أكثر تعقيدًا وتطورًا حول استخدام الأسلحة وتكتيكات الوحدات الصغيرة، كالكمائن المعقدة، والهجمات على المواقع المحصنة، والغارات باستعمال قذائف الهاون/المدفعية، والكمائن المضادة للطائرات.
فالتدريب الأفضل على استخدام المدافع المضادة للطائرات قد يعوّض عن كمية الإمدادات المحدودة لأنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف.
أما عن القيادة والتحكم والتواصل والاستخبارات، فقد تساهم المساندة في هذا المجال في تعزيز قدرة المعارضة على تخطيط وتنسيق العمليات على المستويات الإقليمية والوطنية، فضلًا عن تحديد واستغلال نقاط ضعف النظام وإعطاء التحذيرات المسبقة المناسبة بشأن أي عملية عسكرية يشنها النظام.
وعن اللوجيستيات، فمن شأنها توفير المزيد من الآليات العسكرية، ومؤهلات الصيانة والتصليح، والمزيد من المعدات الحربية (الذخيرة، والمواد الغذائية، والإمدادات الطبية، وقطع الغيار)، والنظام اللوجيستي الموحد أن تتيح للمعارضة أن تحدد أولويات الدعم بين مجموعاتها بالاستناد إلى احتياجاتها العملانية.
وأشارا إلى أن المساندة العسكرية، شرطٌ أساسي ولكنه غير كاف لتحقيق النجاح. ولا بد لمسعى التدريب والتجهيز المعزز أن يعتمد مقاربة شاملة تساهم كذلك في تقوية الإمكانيات السياسية والمعلوماتية لدى المعارضة، فيما تكبح وتعرقل عملية تجنيد المقاتلين من قبل الحركات السلفية- الجهادية.
وشددا على أهمية التنظيم السياسي، حيث تساعد أمريكا في استحداث تنظيم سياسي للمعارضة يتمتع بالمصداقية والشمول ويستطيع العمل مع المعارضة العسكرية، والتفوق على الحركات المعارضة المتشددة في أعداد مجنّديها.
الأنشطة الإضافية
وأكدا أن هناك عمليات إضافية للبرنامج الأمريكي يتمثل في عقوبات إلكترونية على الإنترنت تستهدف أصول أبرز الفاعلين المطلعين في النظام السوري بهدف تأجيج التوتر في صفوف النظام، مع وجود خلايا مشتركة معنية بالاستخبارات والتخطيط والعمليات، هدفها تعزيز فعالية قوات المعارضة المعتدلة.
بالإضافة إلى نشاط استخبارات والمراقبة والاستطلاع وغيرها من خدمات الدعم الهادفة إلى تسهيل هجمات المعارضة ضد قواعد النظام الجوية ومخازنه وخطوط اتصالاته، وأعداد صغيرة من المستشارين من القوات الخاصة الأمريكية لتعزيز الفعالية العسكرية للمعارضة، مع تنفيذ ضربات جوية بواسطة طيارين وطائرات بدون طيار على تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا (أو العراق).