رئيس التحرير
عصام كامل

«دابق» أول إصدارات «داعش» للعالم.. 50 صفحة تركز على انتصارات الدولة الإسلامية.. «الخلافة 2» في الطريق.. «البغدادي»: العالم ينقسم إلى إيمان وكفر.. دولة الخلافة ت

دابق الإليكترونية
دابق الإليكترونية

"دابق" ليست المعركة الأخيرة للمسلمين كما جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- ولكنها إصدارات إعلامية لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، المعروفة بـ "داعش".

مجلة إلكترونية
فأصدر التنظيم منذ عدة أيام، العدد الأول من مجلته الإلكترونية الناطقة باللغة الإنجليزية، والتي تحمل اسم "دابق"، والتي اختارت عنوان: "عودة الخلافة" لتبدأ به أول إصداراتها.

وأصدر التنظيم أول أعداد صحيفة "دابق" الناطقة باسمه في نسختين إحداهما إلكترونية وأخرى ورقية، دون أن تعلن عن دورية صدورها، وصدر العدد الأول في رمضان، ويحتوي على 50 صفحة. 

استخدم مصمموا المجلة برامج حديثة، وكانت الصور عالية الجودة، من ناحية الشكل، وتم توزيع النسخة الورقية على سكان المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم في سوريا، أما النسخة الإلكترونية أرسلت عبر البريد الإلكتروني.

ويعتزم التنظيم إصدار صحيفة أخرى قريبًا، باسم "خلافة 2" باللغتين العربية والإنجليزية أيضًا، وتهدف إلى نشر فكر ما يسمى بـ "دولة الخلافة" التي أعلن التنظيم عن تأسيسها، وهذه الصحيفة موجهة للجمهور العالمي أكثر من المحلي، حسبما جاء على الحسابات الخاصة بالتنظيم على المواقع الجهادية.

وتحتوي المجلة على أخبار "الدولة الإسلامية في ولاية الشام والعراق"، كذلك "أحاديث مروية" عن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، كما جاء في تقديمها، فضلا عن مواضيع تتعلق بالتوحيد، والمنهج،و الهجرة،و الجهاد، والجماعة، وفق ما ذكرت صحيفة "واي نيوز" العراقية.

وحوت مجلة "دابق" على مجموعة من الأخبار والصور، موجهة للغرب، وعرضت المقولات العامة التي يستند إليها تنظيم "داعش"، وكانت مقولة أبو مصعب الزرقاوي، القيادي السابق في تنظيم القاعدة بفرع العراق تتصدر الصفحة الأولى للمجلة، والتي قال فيها: "لقد أشعلت الشرارة هنا في العراق، وحرها سوف يتصاعد بإذن الله، حتى تحرق الجيوش الصليبية في دابق".

أما سبب أول إصدارات داعش باسم "دابق"، أوضحتها صفحات المجلة، وذكرت أن اختيار اسم "دابق"، مأخوذ من اسم منطقة دابق الواقعة في الريف الشمالي من مدينة حلب في الشام.

وذكرت المجلة أن واقعة دابق مستندة إلى حديث منسوب لأحد الرواة (أبوهريرة)، الذي قال فيه: إنه "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو دابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم: "خلوا بيننا وبين الذين سُبُوا منا نقاتلهم". فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدًا، ويقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند الله عز وجل، ويصبح ثلث لا يفتنون أبدًا، فيبلغون القسطنطينية فيفتحون".

" فبينما هم يقسمون غنائمهم وقد علقوا سلاحهم بالزيتون إذ صاح الشيطان أن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون‏، وذلك باطل‏،‏ فإذا جاءوا الشام خرج‏، فبينما هم يعدون للقتال، يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة‏.، فينزل عيسى ابن مريم فأمهم‏، فإذا رآه عدو الله، ذاب كما يذوب الملح في الماء‏.‏ فلو تركه لانذاب حتى يهلك‏.‏ ولكن يقتله الله بيده‏.‏ فيريهم دمه في حربته‏"‏‏.‏

ووفقا لحديث الصحابي "أبو هريرة" عن دابق، فإن المنطقة ستلعب دورًا تاريخيًا في الملاحم التي تسبق فتح القسطنطينية، بعد انتصار المسلمين ورفع راية الخلافة في الأرض. 

أوضحت المجلة بأن كلمة "ملاحم" تنسب إلى مصطلح "هرمجدون " في اللغة الإنجليزية، وهو مصطلح يعبر عن عقيدة يهودية ويقال: إنها يهودية- مسيحية مشتركة، تؤمن بمجيء يوم يحدث فيه صدام بين قوى الخير والشر، وسوف تقوم تلك المعركة في أرض فلسطين في منطقة مجدو أو وادي مجدو، متكونة من مائتي مليون جندي يأتون لوادي مجدو لخوض حرب نهائية"، كما تشير بعض الروايات التاريخية.

مناقشة إعلان الخلافة
وناقشت المجلة أيضًا فكرة "إعلان الخلافة"، وتصف "فرح المؤمنين الذين ملأوا الشوارع احتفالات بقيام الدولة الإسلامية في العراق، التي أعلن عنها في الأول من رمضان، المتحدث الرسمي للدولة الإسلامية أبو محمد المقدسي العدناني الشامي.

أما أبو بكر البغدادي، الموصوف بـ"أمير المؤمنين"، فنقلت المجلة حديثه الذي قال فيه: "أيها المسلمون في كل مكان، أبشروا خيرًا.. ارفعوا رءوسكم عالية. بعون الله أصبح لكم دولة خلافة.. تعيد لكم الحقوق والكرامة والقيادة. إنها دولة العرب وغير العرب، الأبيض والأسود، الشرقي والغربي جيمعًا إخوة. دولة تجمع القوقازي والهندي والصيني والأفريقي والأمريكي والفرنسي والألماني والاسترالي".

وأضاف: "جمع الله قلوبهم معا فأصبحوا إخوة بنعمته.. يحبون بعضهم في الله ومن أجل الله.. اختلطت دماؤهم وأصبحوا موحدين تحت راية واحدة.. تحت جناح واحد.. هدفهم واحد يتمتعون بنعمة الإخوة المؤمنين.. وإذا أراد الملوك أن يتذوقوا طعم هذه النعمة فعليهم التخلي عن ممالكهم والعودة إلى الله"، مختتمًا كلامة قائلًا:" ليعلم العالم أننا نعيش اليوم في عصر جديد".

وجاء بالمجلة حديث آخر للبغدادي قال فيه: "يا أمة الإسلام.. العالم اليوم ينقسم إلى معسكرين وخندقين لا ثالث لهما: معسكر الإسلام والإيمان، ومعسكر الكفر والنفاق. مخيم المسلمين والمجاهدين في كل مكان، ومخيم اليهود والصليبيين وحلفائهم ومعهم بقية الأُمم والأديان من الكفر، تقوده أميركا وروسيا وتجري تعبئته من قبل اليهود".

وجاء في أخبار المجلة:"عقد اجتماع موسع بين زعماء ووجهاء القبائل في ولاية حلب وبين ممثل الدولة الإسلامية، تحدثوا خلاله عن جمع الزكاة وأعدوا قوائم بأسماء الأيتام والأرامل والمحتاجين للزكاة والصدقات، وكيفية تشجيع الشباب للانضمام للدولة الإسلامية، وأعلن رؤساء القبائل بيعتهم للدولة الإسلامية أثناء الاجتماع".

وتحدثت المجلة عن معارك التنظيم، وسقوط قتلى في ولاية الرقة السورية، إثر قصفها من قبل الجيش السوري، "وتحرير ولاية الخير.. مدينة البو كمال على يد المجاهدين" من مقاتلي داعش.

كما ألقت المجلة الضوء على "انتصارات الدولة الإسلامية" منذ دخولها العراق، وفي مقدمتها "تحرير" عدة محافظات أو ولايات، حسبما يسميها التنظيم، من قوات الجيش العراقي، كـ "ولاية الأنبار وديالى وكركوك وصلاح الدين".

وتحت عنوان "توبة آلاف المرتدين"، ذكرت المجلة أن "تحرير مدن العراق على التوالي يبين الاصدقاء وأعداء دولة الإسلام على حد السواء، أن معارك التنظيم ليست عشوائية بل هي منظمة ومدروسة، وساعدت عمليات التحرير في مساعدة الكثير من المرتدين على التوبة والخلاص من حكم الجيش الصفوي الذي فر من المعركة مخلفا الأسلحة والذخائر التي جهزته بها الدول الصليبية"، وأضافت المجلة أن "أعدادا كبيرة من مقاتلي الصحوات في الولايات المحررة قد أعلنوا توبتهم".
الجريدة الرسمية