بالفيديو.. «آمال» تروى أغرب مأساة إنسانية من داخل سجن النساء.. هجرها زوجها وصاحب شركة ورطها في قضية أموال عامة.. تتمنى حضور زفاف نجلها وتعتزم افتتاح "مشغل" للملابس
خلف قضبان السجون وفى الزنازين المغلقة.. قصص وحكايات أغرب من الخيال.. وفيها أيضا مآسٍ إنسانية، أبطالها أشخاص كانوا يعيشون حياتهم بشكل طبيعى، وفجأة وجدوا أنفسهم بين 4 جدران.. بعضهم تورط بعلمه وإرادته في جرائم استحق عليها الحبس، والبعض الآخر تورط في جرائم دون ذنب، ودخل السجن ليدفع ثمن أخطاء الآخرين.. محقق "فيتو" انتقل إلى سجن النساء في القناطر، والتقى بواحدة من نزيلاته وتحدث معها عن أسباب دخولها السجن، وما تعلمته داخل جدرانه، وتحدث معها أيضا عن خططها المستقبلية بعد خروجها للمجتمع مرة أخرى.
"دخلتُ السجن بلا ذنب.. كل خطيئتى أننى وثقت في صاحب الشركة التي كنت أعمل بها، فورطنى في قضية أموال عامة وصدر حكم بسجنى لمدة عشر سنوات".. هكذا بدأت "آمال" أو "أم كريم"، حديثها مع المحقق وأضافت بكلمات يملؤها الحسرة والندم: "منذ سنوات طويلة لا أتذكر عددها.. فوجئت بوالدى يحضر لى رجلا يكبرنى بنحو 15 سنة وقال إنه سيتزوجنى.. رفضت بشدة وبكيت وانتحبت، وتوسلت لأمى حتى لا أتزوج هذا الرجل، ولكن كل توسلاتى ودموعى راحت أدراج الرياح.. وفى أقل من شهرين، وجدت نفسى مع ذلك "العريس اللقطة" من وجهة نظر أسرتى، في بيت واحد.. رضيت بالأمر الواقع وتأقلمت مع حياتى الجديدة رغم ما فيها من عذاب ومعاناة.. مرت خمس سنوات كأنها الدهر كله، رزقنى الله خلالها بابنى الوحيد "كريم"، وكان زوجى دائم السفر لمتابعة بعض أعماله في الخارج، وفى آخر مرة سافر ولم يعد.. انقطعت أخباره لسنوات وعشت معلقة، لا أنا متزوجة ولا أرملة ولا مطلقة.. قررت أن أنساه وأعيش حياتى لابنى، فهو الأمل الباقى لى.. ساءت أحوالى المادية واضطررت للخروج إلى العمل، وبالفعل حصلت على وظيفة في إحدى الشركات بمنطقة مصر الجديدة".
صمتتْ آمال قليلا واستطردت: " تحسنت أوضاعى المالية بفضل الراتب الكبير الذي كنت أحصل عليه، ووفرت لابنى حياة كريمة ولم يشعر بغياب والده.. مرت الأيام سريعة وكبر كريم وأصبح شابا يافعا، وطلب مني ترك العمل والجلوس في البيت كى أستريح، على أن يتحمل هو المسئولية.. فرحتُ بكلماته وشعرت بأننى أتممت رسالتى على الوجه الأكمل.. كانت لى بعض المستحقات المالية عند صاحب الشركة، وعندما طالبته بها ماطلنى ورفض إعطائى حقى.. دخلت معه في مشاكل وهددته بإبلاغ الجهات المختصة وإقامة دعاوى قضائية ضده.. ذات يوم اتصل بى وطلب منى أن أقابله في مقر الشركة لاستلام مستحقاتى.. وهناك فوجئت بعدد كبير من ضباط مباحث الأموال العامة، وألقوا القبض علىَّ بتهمة الاتجار في العملات الأجنبية، واستغلال عملى في ترويج العملات المزورة.. حاولت الدفاع عن نفسى والتأكيد على أن صاحب الشركة، هو المتهم الحقيقى في تلك الوقائع، ولكن في التحقيقات وجهت إليَّ أنا كل الاتهامات، وتم تقديمى إلى المحكمة، فأصدرت حكمها بحبسى لمدة 10 سنوات.. اسودت الدنيا في وجهى وشعرت بألم نفسى شديد خصوصا وأن هذه القضية الملفقة شوهت صورة ابنى الوحيد.. وبعد دخولى السجن ظهر زوجى مرة أخرى، وحضر لزيارتى.. تخيلت أنه جاء معتذرا وسيقف بجوارى في محنتى، ولكننى كنت واهمة، فقد وبخنى وأكد أنه سيطلقنى ثم اختفى مرة أخرى".
وعن حياتها داخل السجن قالت "آمال": "السجن عالم مختلف.. ويكفى أننى أنام بمواعيد وأصحو بمواعيد، وأرى نفس الأشخاص كل يوم.. ورغم كل ذلك فقد تعلمت فيه الكثير والكثير.. تعلمت الصبر واستمعت إلى قصص وحكايات أغرب من الخيال.. وأمام مصائب بعض النزيلات هنا، هانت علىَّ مصيبتى، ومع الوقت تأقلمت على حياة السجن وعشت على أمل أن أخرج إلى الدنيا مرة أخرى وأعيش مع ابنى كريم وأراه عريسا يزف إلى عروسة، وأنا بالفعل على وشك الخروج بعد أن أمضيت نصف المدة حسنة السير والسلوك، وسأقضى النصف الآخر في الخارج تحت المراقبة.. وهنا تعلمت خياطة الملابس وفور خروجى سأفتح مشغلا صغيرا أعمل فيه وأكسب قوتى من عمل يدى.. وأتمنى أن يتقبلنى الناس بينهم مرة أخرى ولا ينظرون لى على أننى مجرمة، خصوصا وأننى تعرضت لظلم فادح في قضيتى".