رئيس التحرير
عصام كامل

عزل «داعش» دوليا.. زيارة وزير خارجية مصر للعراق تهدف للقضاء على التنظيم وإعادة الوحدة العراقية.. السعودية تتأخر في إدانة الإرهاب في بلاد الرافدين بسبب «المالكي».. وخبير دولي يدعو ل

وزير الخارجية سامح
وزير الخارجية سامح شكري

فوائد بالجملة قد تعود على مصر والعراق بعد زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى العاصمة بغداد أمس الجمعة، وبحث الجانبان -المصري والعراقي- سبل مواجهة الإرهاب وكيفية التخلص من تنظيم "داعش".


واجتمع الوزير المصري مع رئيس الوزراء نوري المالكي، وعدد من قيادات الفصائل السياسية في البلد المنقسم على نفسه، وركزت الزيارة، بحسب بيانات رسمية مصرية، على سبل إعادة اللحمة الوطنية والوفاق بين أبناء الشعب العراقي في مواجهة التهديدات الخطيرة.

وقال متخصصون في السياسة الدولية، إن الزيارة ربما تركز على البحث عن قواسم إقليمية مشتركة لمواجهة التدهور الأمني في العراق والتداعيات الخطيرة المترتبة على ذلك بالنسبة لدول الإقليم.

إعادة توزيع التركة السياسية

وأكد الخبراء أن مصر والسعودية حريصتان على البحث عن مخرج سياسي لأزمة التشكيل الحكومي في العراق وإعادة توزيع التركة السياسية توزيعًا عادلًا وصولًا إلى عزل القوى المتطرفة التي حاولت استغلال الارتباك السياسي داخل العراق.

من جهة أخرى، لم تسارع السعودية ودول الخليج بانتقاد ما تقوم به "داعش" رغم رفضها له، بسبب سلوكيات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي -شيعي المذهب- الذي ينظر إلى ما يحدث في العراق على أساس طائفي، أو أنها حرب بين السنة والشيعة، ودعوته للطائفة الشيعية للتعبئة العامة لمحاربة التنظيمات السنية المسلحة.

داعش تهديد لأمن دولة

وترغب السعودية في أن تعالج الأمر على أساس أن داعش تهديد وطني للعراق بأكمله وليس على أساس طائفي، كما تشترط أن أن تكون هناك معالجة عاجلة لقضية تهميش السنة في العراق، وإزالة الغبن الداخلي من خلال منحهم حقوقهم السياسية الكاملة والمشاركة الحقيقية في الشأن العراقي العام بدون إقصاء أو تهميش.

المقاربة السعودية

ويرى خبراء السياسة الدولية أن المقاربة السعودية تقوم على أساسين أولهما عملية سياسية عادلة وأكثر نضجًا داخل البلاد تشمل كافة مكونات الشعب العراقي، وتعاون إقليمي يؤسس على اعتراف المالكي وشركائه بأن داعش خطر على المنطقة ككل، وبالتالي يتم التعامل مع الأزمة من هذا المنظور بعيدًا عن موضوع الطائفية الذي يروج له المالكي.

خطر على مصر

وتستشعر مصر الخطر الكبير الذي يمكن أن يسببه "داعش" لأمنها القومى، في ظل الحرب التي تقودها الدولة ضد التنظيمات المتطرفة، ومحاولتها منع امتداد داعش داخل مصر، بعد أن تواترت الأنباء عن سعي التنظيم لتأسيس فرعه في مصر. فقد أعلن مصدر في وزارة الداخلية في وقت سابق عن إحباط أول محاولة لتأسيس فرع لتنظيم "داعش" في شبه جزيرة سيناء المصرية، بعد اعتقال 15 عنصرا من التنظيم يحملون جنسيات عراقية وفلسطينية وسورية.

وأثبتت التحقيقات الأولية أن المتهمين يحملون رسائل لقيادات تكفيرية بسيناء، توضح أن تنظيم داعش كان يسعى من خلال هذه المجموعة إلى تكوين خلية تابعة له بسيناء تمهيدا لإعلان سيطرته عليها".

وفي هذا السياق، أكد الدكتور سعيد اللاوندي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن تصريحات وزير الخارجية تؤكد أن مصر تدرك خطورة الاحداث على أض العراق، مضيفا أن الجهود المصرية تسعي إلى تكبيل حركة العدو المتواجد حاليا على الساحة وهو داعش حيث تري القيادة المصرية أن هناك مخطط معد لمشروع مدعوم دوليا واقليميا لتقسيم العراق.

عزل داعش

وتابع: وجب مواجهة هذا المخطط بمخطط آخر يقضي بعزل هذا الكيان عن العالم العربي، مشيرًا إلى أن ملامح هذا العزل تتمركز في ضرورة وجود حكومة وطنية تجمع الداخل العراقي، مواصلًا: على العراق إيجاد مشروع واحد وطني لمواجهة الإرهاب من خلال التعاون مع مصر.

قمة عربية

وطالب الخبير الدولي بعقد قمة عربية لمواجهة الإرهاب الذي تمارسه مثل هذه الجماعات الإرهابية والعمل على وأد قوتها من خلال اتخاذ إجراءات حاسمة تحجم من انتشار خطرها.
الجريدة الرسمية