رئيس التحرير
عصام كامل

في إفطار الجنوبي.."عودة الإخوان" !


لسنا من هواة قبول الدعوات في رمضان لكن كان إفطار الجمعة مختلفا، كانت الدعوة من أخونا العزيز الكاتب الصحفي المرموق ابن الجنوب واأقصر خالد محمود رئيس تحرير الجنوبي، كان الأمر مغريا جدا، فهناك، في الإفطار سيكون أساتذه كبار وزملاء أعزاء لم نرهم منذ فترة وبعضهم لظروف الاغتراب لم نره منذ سنوات، كان هناك أستاذنا الناشط السياسي البارز الدكتور يحيى القزاز العالم الجيولوجي المعروف، وكان هناك أستاذنا الدكتور نبيل رشوان خبير الشئون الروسية البارز، وكان الصديق العزيز خالد العديسي الصحفي البارز خبير الشئون السودانية، وكان الكاتب الصحفي أيمن شرف الصديق العزيز، وكان هناك الأصدقاء الزملاء العزاء محمد عارف أمين إعلام صندوق التكافل بنقابة الصحفيين، والعائد من الخليج الناقد الرياضي حسين عطا وكان أحمد حسان أبرز محرري التعليم في مصر، وكان إبراهيم خالد الصحفي الثوري المشاكس، وسعد بدوي الصحفي والإعلامي المعروف وكان محمد رفعت أبرز محرري حقوق الإنسان وملف الإسكان الصحفي بالأسبوع!


كانت وليمة منزلية رائعة كريمة سرعان ما تحولت إلى ندوة تناولت أبرز القضايا التي تدور في مصر وتشغل المصريين، من أهمها ارتفاع الأسعار وما جرى للوقود و.. والإخوان، كان السؤال الأساسي: هل سيعود الإخوان ؟ هل يمكن أن يعودوا للعمل العام ؟ باختصار، هل يمكن أن ينتهي الإخوان من مصر ؟ وكان ملخص الآراء يقول: ما لم تتبن الدولة مشروعا اقتصاديا اجتماعيا شبيها بما قام به جمال عبد الناصر في الستينيات يضع أمام المصريين فرص العيش الكريم ويوفر لهم فرص العمل والتعليم والعلاج فالإخوان عائدون !

لقد عادوا عندما رفعت الدولة يدها عن كل ذلك فقدمه الإخوان للفقراء في القرى والأحياء، ومن لم يستفد من ذلك أوغروا صدره واستفزوا غضبه ضد الحكومات واحدة وراء أخرى إلا أننا أضفنا: تنظيم ٦٥ الإرهابي المعروف بتنظيم سيد قطب وحتى لو كان سقط سريعا وكان استثناء إلا أنه تأسس في ظل تقديم نظام جمال عبد الناصر أفضل صور العدل الاجتماعي وهذا معناه أن العدل الاجتماعي وحده لا يكفي، لابد معه من الارتقاء بوعي المصريين وتعليمهم وثقافتهم، وهو ما كان عبد الناصر يقوم به، فكان التعليم مجانيا والكتاب مجانيا ومسرح الدوله تقريبا مجانيا، حتى الأوبرا للارتقاء بوجدان الناس وفرتها الدولة وقتها لشعبها، إن لم يرتفع وعي الناس ليتصدوا بأنفسهم للنصب عليهم باسم الدين، مع تغيير المعادلات الدولية لتستغني قوى الشر العالمية عن خدمات الإخوان، فالإخوان عائدون!

إنها ثلاثية العدل الاجتماعي والوعي والتشابكات الدولية، راقبوها وساعدوا عليها إن كنتم لا تريدون الإخوان في مصر مرة أخرى !
إن كنتم !
الجريدة الرسمية