رئيس التحرير
عصام كامل

«كشفناكم» تفضح المتاجرين بـ«الدم والدين».. انقلاب شباب الإخوان على قيادات الجماعة.. الابتعاد عن السياسة والاكتفاء بالعمل الخيري أهم أهداف الحركة.. وإلغاء منصب «المرشد» و&

جماعه الاخوان المسلمين
جماعه الاخوان المسلمين

«الانقلاب الحقيقي نعد عدته الآن، وسنقوم به قريبًا ضد القيادات الهاربة خارج البلاد، الذين يسكنون الفنادق الفخيمة، ويرفلون في النعيم، ويتركوننا وحدنا في الشوارع، نواجه غضب المصريين قبل غضب قوات الأمن»، بهذه الكلمات الحادة بدأ «خ. أ»، المنتمي للإخوان، حديثه عن خطة شباب الجماعة لما أسماه بالانقلاب على قادتهم، مؤكدًا رفضهم العمل بمبدأ «السمع والطاعة»، الذي أرساه مؤسس الجماعة الأول حسن البنا.


الشاب العشريني هاجم قيادات الإخوان وما يسمى بالتحالف الوطني لدعم الشرعية، واصفًا إياهم بـ«قيادات الدم»، بسبب تحريضهم الدائم على العنف، سواء كان هذا العنف تجاه قوات الجيش والشرطة، أو تجاه أفراد الشعب المعارضين لتوجهات الإخوان والموالين لهم، مؤكدا أن النهج الذي يتبعه قاداتهم لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدماء، وكراهية الشعب لكل ما هو إخواني.

«لقد كشفناهم على حقيقتهم، إنهم تاجروا بإصاباتنا، تاجروا بأرواحنا، بل الأكثر فداحة أنهم تاجروا بديننا؛ طمعًا في مناصب زائلة، أو كسب أرضٍ سياسية جديدة، أو محاولة منهم لاسترداد شرعيتهم المزعومة»، قالها الشاب الإخواني منفعلًا، مضيفًا أن قادتهم الهاربين إلى قطر وتركيا وبريطانيا استغلوهم أسوأ استغلال، وتركوهم في ساحة المعركة وفروا هاربين، وهم الذين كانوا يحدثونهم عن الصبر والابتلاء والثبات في أرض المعركة.

الشاب العشريني تحدث عما وصفه بـ«صحوة» في صفوف شباب الجماعة لوقف قادتهم وقيادات تحالف دعم الشرعية الموالي للإخوان عند حدهم، بحسب قوله، مؤكدا أن نحو مائة وعشرين شابًا أسسوا حركة أطلقوا عليها اسم «كشفناكم»، في محاولة منهم للتصدي لرموز وأفكار قيادات التنظيم التي تنتهج العنف، وترفض الانخراط في صفوف الشعب، مشيرًا إلى أن هذه الحركة تمارس عملها في إطار من السرية على نحو يشبه التنظيم السري للإخوان.

فكرة تأسيس حركة «كشفناكم» بدأت- كما يقول مؤسسها الشاب العشريني- أثناء اعتصام رابعة العدوية والنهضة، بثلاثة شباب رفضوا التحريض على الدم، ودعوات العنف التي كان قيادات الإخوان والموالون لهم يتبنونها ويحرضون عليها خلال خطبهم على منصة رابعة والنهضة في ذلك الوقت.

«كنا نشارك في تزييف وعي الناس أثناء الاعتصام في رابعة العدوية»، قالها الشاب العشريني، مبديًا أسفه وندمه على ما كان يفعله، مضيفًا: «كنا نفبرك بعض الصور، ونؤدي مشاهد تمثيلية بالأكفان، وكأنها جثث للضحايا؛ لتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمي، لتأليب الرأى العام على النظام في مصر، ويشهد الله أنها لم تكن أحداثًا حقيقية».

«الشعب الذي أعطى الشرعية للإخوان هو نفس الشعب الذي قرر سحب الشرعية منهم»، قالها الشاب العشريني، قبل أن يضيف: «المصريون لم يعطوا الإخوان صكًا أو شيكًا على بياض طوال حكمهم، ولكنهم نسوا أنهم وقعوا على عقد مشروط، أهم بنوده إن أحسنتم فأنتم مستمرون في الحكم، وإن أسأتم فمصيركم مثل المخلوع مبارك، لكنهم للأسف لم يسمعوا إلا أنفسهم فقط، فكانت النتيجة أن ضيعوا الجماعة وضيعوا شبابها».

يمارس أعضاء حركة «كشفناكم»- المناهضة لفكر قيادات العنف- عملهم في إطار من الحرص والسرية التامة، وينتظرون الفرصة المناسبة لإشهار حركتهم، بحسب ما يقول مؤسس الحركة، مرجعًا سرية عمل الحركة إلى خوفه من استهداف الأعضاء وتصفيتهم جسديا من قِبل التنظيم السري للإخوان.

مؤسس «كشفناكم» يؤكد أن أعداد المنضمين إلى الحركة آخذة في التزايد يومًا بعد يوم، وهم يعملون على ثلاثة محاور، الأول من خلال إنشاء حسابات بأسماء وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر»، وتكون مهمة هؤلاء الأشخاص تفنيد ما يدعيه قيادات الإخوان وتحالف دعم الرئيس المعزول، ومحاولة كشف كذبهم ومتاجرتهم بالأحداث التي تقع في مصر، وتطويعها لصالحهم.

المحور الثاني هو المشاركة في الندوات والفعاليات التي تعقدها بعض الحركات والائتلافات والأحزاب المناهضة لفكر الإخوان، وتسجيل شهاداتهم على انحراف فكر قيادات الجماعة، وتباين مواقفهم قبل وأثناء وبعد تركهم للحكم.

أما المحور الثالث، بحسب ما يقول مؤسس الحركة، فمن خلال توعية شباب الجامعات والألتراس بخطورة أفكار العنف التي يتبناها قيادات التنظيم، والتحذير من مخاطر استدراجهم وتنفيذ المخططات دون أن يشعروا بذلك.

«الصدام بين شباب الإخوان وقيادات الجماعة قادم لا محالة»، هذا ما يؤكده مؤسس حركة «كشفناكم»، مضيفًا: «أعضاء الجماعة من صغار السن لن يستطيعوا الصمود طويلًا أمام مبدأ السمع والطاعة الذي يتربى عليه شباب الإخوان»، مشيرًا إلى أن الفترة الماضية شهدت حالة احتقان في صفوف الجماعة، كما شهدت العديد من الاعتراضات ورفض أفكار العنف التي يتبناها البعض، ضد النظام، بالإضافة إلى تصوير النزاع السياسي على أنه حرب ضد الإسلام.

كما أن غالبية شباب الجماعة الآن باتوا يعترضون على الطريقة التي تدار بها الأمور داخل التنظيم، ولكن لا يمكن الحديث عن هذه الخلافات علانية، بحسب مؤسس «كشفناكم»، مؤكدًا أن هناك معارضة بدأت تدب بين صفوف الجماعة، وأن هناك صحوة وثورة شبابية سيشهدها التنظيم خلال الفترة المقبلة، موضحًا أن موقف الجماعة من هؤلاء الشباب المعترضين سيكون الجلوس معهم والنقاش من أجل تهدئة الأوضاع أولًا واحتواء الموقف وإذا لم يتم الانصياع من جانب هؤلاء الشباب سيكون هناك تصعيد ضدهم بحسب ما تقتضيه الظروف، وحسب الخطورة التي يمثلها الشاب الثائر ضد قيادات التنظيم.

أما الأفكار والمقترحات التي تراها «كشفناكم» مناسبة لتطوير فكر الجماعة، فيقول مؤسس الحركة: «بعد إسقاط قيادات الجماعة ستكون هناك فترة انتقالية لإزالة كل أشكال العوار التي اعترت الفترة الماضية من تجاهل لقواعد الديمقراطية والشورى في إفراز القيادات وعدم الشفافية، وبعدها سيتم اختيار أفضل العناصر لإدارة الجماعة».

وحول آلية واختيار المرشد، أكد مؤسس «كشفناكم» عدم وجود دور للمرشد في الجماعة الجديدة بعد إسقاط قيادات التنظيم، مشيرًا إلى أن الجماعة ستبتعد عن الدور التقليدي الذي لعبته منذ تأسيسها على يد حسن البنا عام 1928 وحتى الآن، مشددًا على ابتعاد الجماعة عن العمل السياسي، والاكتفاء بالعمل الخيري فقط، مؤكدًا أن السياسة كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر الإخوان.
الجريدة الرسمية