رئيس التحرير
عصام كامل

المحافظ الذى انتصر على السيسي ٢-٢


على مدار يومين متتاليين لم تنقطع الاتصالات من زملاء وأصدقاء ورفاق درب تحادثني فيما كتبته عن سيادة المستشار مجدى البتيتي محافظ بني سويف بشأن اصطحابه لحراس ثلاثة ومدير العلاقات العامة ومدير الإعلام ومصور خاص وموظف لشئون حمل تليفون سيادته المحمول وذلك أثناء حضوره لبرنامج عازم ولا معزوم يوم الثلاثاء الماضي، والذي يذاع بالبرنامج العام، وقد قال لي قائل: إن المحافظ إنما يصطحب معه حراسه لأنه مستهدف من جماعة الإخوان التى هاجمته بالأسلحة النارية يوم توليه منصبه فى الرابع عشر من أغسطس من العام الماضي.

وقال لى صديقى عمر الشيخ مدير مكتب المصري اليوم، ببني سويف: إن الاخوان يستهدفون هذا الرجل منذ وطأت أقدامه المحافظة وقد حاولوا قتله يوم وصوله إلى المحافظة ودافعت عن المحافظ الصديقة ميرفت خير الله الإذاعية المعروفة وصاحبة البرنامج الذى شهد وقائع حضور المحافظ مع رفاقه ورجاله الأشداء الأقوياء.

وأنا شخصيا أصدق عمر الشيخ فقد عاش معنا وتربى فى مدرسة جريدة الأحرار لسنوات طوال وتعلم فيها كيف يكون صادقا أمينا نزيها، وأيضا أثق في نزاهة وصدق ميرفت خير الله، وأتفق معهما تماما فى ضرورة أن نحافظ على حياة رجل قبل تحمل المسئولية فى وقت عصيب وخاطر بحياته ومستقبله من أجل بلاده، وهذا أيضا نحسبه عند الله أفضل وأبقى، ومع ذلك فإن السؤال الذي لا يزال يطرح نفسه هو ما علاقة ذلك باصطحابه مصور ومسئول عن التليفون المحمول وحضور مدير الإعلام ومدير العلاقات العامة مع سيادته إلى الإذاعة المصرية المدججة أصلا بالأمن.

وأذكر للسادة الزملاء والرفاق والأصدقاء أن بمبنى ماسبيرو وحده أكثر من ٢٤ ألف فرد أمن - أي والله- وهو الرقم الذى قد يزيد عن عدد قوات الجيش القطري قطرييه بأجانبه وقد يكون ضعف قوات إبراهيم باشا الذى عبر المحيطات وقفز فى البحار وضم إلى مصر بلادا ودولا وإمبراطوريات، وأحسب أن السيد المحافظ لو علم هذه الحقيقة، فإن سيادته قد ينقل مقر إقامته داخل مبنى الإذاعة والتليفزيون ولن يصطحب معه حراسا ثلاثة ومصورا ومدير إعلام ومدير علاقات عامة وحاملا للمحمول.

ومما قيل وردده السيد المحافظ أنه تساءل فقد أكون مدفوعا من خصومه بالمحافظة وهو ما نفاه البعض ولا أستبعد حضور الجبايب في مثل هذه الظروف، وقد أتحول فجأة إلى واحد من الخلايا النائمة التي تستهدف سيادته.. المهم والأهم أننا مع حماية حياة الرجل ومع وجود ثلاثة من الحراس يرافقونه أينما حل وأينما شرف وهذا واجب الدولة عليه ولكن هل من واجبها أيضا أن تخصص لسيادته موظفا لشئون المحمول وما الضرورة الملحة التي جعلته يصطحب معه مصورا خاصا.. ربما يكون لتصوير الجناة إذا ما حاولوا مرة أخرى النيل منه.. ربما!!

وما علاقة حياته المهددة باصطحاب مدير الإعلام ومدير العلاقات العامة في لقاء إذاعي ليس أكثر.. بعيدا عن نظرية المؤامرة وبعيدا عن فكرة الاستهداف وبعيدا عن الأفكار الشيطانية التى تسببت فيها جماعة الإرهاب فإنني تناولت تحركات موظف عام في دولة تدعى أنها تتقشف وتطالب مواطنيها بالجوع من أجل الوطن ليس إلا.. قد يكون الرجل ناجحا فى عمله هناك -وإن كنت أشك بسبب ما تلقيته من مكالمات مهمة- وقد يكون ديناميكيا وقادرا على حل المشكل إلا أن هذا كله لا يعطيه الحق فيما فعل مناقضا للنموذج الذى قدمه رئيس الدولة المنتخب.
الجريدة الرسمية