"السلام عليكم" يا شيخ سالم!
برنامج طوني خليفة في رمضان وعنوانه " السلام عليكم " أراد له وفريق عمله أن يجمع بين المتعة والتثقيف وأجواء رمضان و" بهارات " برامج طوني!
وكان للرجل - وفريق عمله - ما أرادا، مجهود كبير وقضايا شائكة محل جدل قديم وجديد، أراد طوني ومعه فريق عمله تمثيل الديانتين المسيحية والإسلامية وبعض طوائفهما، وأراد طوني والذين معه نقاشا متميزا فريدا يعبر عن سماحة الأديان وتقاربها والتأكيد أنها من مشكلة واحدة تخرج بنور الله العزيز الحكيم إلى الناس بالمحبه والسلام والخير، فاختاروا له أكثر العلماء علما وعقلا واعتدالا، ولم لا وحوار للأديان يتم أمام العامة لأول مرة في برنامج من البرامج وطوال ثلاثين يوما، فاختاروا الشيخ سالم عبد الجليل باعتباره من رموز مدرسة العقل والاعتدال في فهم الإسلام ( في تصنيف الإعلام طبعا لأنه في تصنيفنا الخاص فالإسلام لا يعني إلا العقل والحق والاعتدال، خلاف ذلك فخارج عن الإسلام وخروج عليه !)
في حلقة تعدد الأزواج وعن أسبابه في الإسلام قال الشيخ سالم أعزه الله إن من أسباب التعدد رغبة الزوج في الإنجاب لو كانت الزوجة لا تنجب، وإن من حقه الزواج على زوجته إن كانت رغبته الجنسية كبيرة!! لا تتوازن مع قدرات الزوجة!!
وراح الشيخ وجاء يكرر أصول الفقه الذكوري المتوارث والذي هو في الأصل حاصل جمع واجتهاد بشر، يخطئون ويصيبون، لا قداسة لهم ولا تقديس، ولا يعبر في مجمله إلا على وجهات نظرهم واجتهادهم وفقا لأرضياتهم المعرفية في أزمانهم، ولا يلزمنا بشيء ولا نلتزم في الأساس اإا بكتاب الله وسنة رسوله الثابتة الصحيحة.
لكن الشيخ سالم ودون أن يدري يفتح على الإسلام أبواب جهنم بمنحه الفرصة لخصومه أن يتساءلون وعندهم كل الحق ونسأل معهم: كيف تقول ذلك يا شيخ سالم والإسلام يساوي بين الذكر والأنثى؟ وكيف تقول ذلك والإسلام يستنكر في كتابه العزيز التفرقة بينهما " تلك إذن قسمة ضيزي " وفيه - أي في الإسلام - " لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح " لذا فأبواب التساؤلات لن تنتهي ومنها: ماذا لو كانت رغبة الأمومة ملحة مشتعلة عن الزوجة وزوجها عقيما؟ أليس من العدل أن تطلب الطلاق دون أن يلزمها ذلك بالتنازل عن شيء؟ وخصوصا أن عمر الإنجاب عند المرأة مقيد بعمر محدد بخلاف الرجل؟
وماذا لو كانت رغبة الزوجة الجنسية وقدراتها تتفوق على قدرة الزوج ورغبته؟ هل يحق لها أن تطلب الطلاق دون أن يلزمها ذلك بالتنازل عن شيء؟ أي أن يطلقها القاضي أو ولي الأمر بغير اللجوء إلى الخلع؟ وهل تعرف معنى ذلك يا شيخ سالم وأنت ممن لا يكفون عن الكلام عن مكانة المرأة في الإسلام ومساواتها في الحقوق والواجبات مع الرجل.. أما في أول اختبار وكلام جدي تسارعون باعتبار المرأة كائنا بلا حقوق.. بلا مشاعر.. بلا إحساس.. كائنا والسلام ؟!!
يا شيخ سالم، إن كانت هذه آراء أهل الاستنارة وعلماء الاعتدال، فلماذا نلوم على تخاريف أهل الظلام وعلماء التطرف ؟! اتقوا الله في دين الله، وآن الأوان أن تتنحى مدرسة النقل عن التصدي لتمثيل الإسلام ولا التحدث باسمه وآن الأوان لمراجعة التراث كله وخصوصا ما يتعارض مع القرآن الكريم منه.. بل وبه يبدءون!!