رئيس التحرير
عصام كامل

لا سلام مع نتانياهو


يُفترض أن يزور الرئيس باراك أوباما إسرائيل فى 20 من الشهر المقبل، أو نحو ذلك، ويُفترض أن يكون بنيامين نتانياهو قد شكل قبل ذلك عصابة جريمة جديدة تمثل رئاسته الثالثة للحكومة الإسرائيلية.


المفاوضات بين تحالف ليكود وإسرائيل بيتنا والأحزاب الأخرى تراوح مكانها، بلغة العسكر، وحزبا ييش آتيد وبيت يهودى يشترطان لضم أحزاب الحراديم أن تسرى الخدمة العسكرية على جميع الإسرائيليين، بمن فيهم اليهود الحراديم الذين يهربون من الخدمة العسكرية بحجة الدراسة الدينية. والحزبان أسّسا تحالفاً ضد نتانياهو، ربما لفرض مواقفهما عليه.

الأرجح أن ينجح نتانياهو فى نهاية المطاف ويشكل حكومة متطرفة فاشستية أخرى يستقبل بها الرئيس الأمريكى الذى قرأت أنه سيصل إلى إسرائيل يرافقه 600 مسئول ومئة صحافي.

هناك قضية واحدة فى الشرق الأوسط هى الأصل الذى أطلق كل قضية أخرى، هى القضية الفلسطينية. وفى حين أننى واثق من رغبة الرئيس أوباما فى إيجاد حل عجِزَ عن مثله كل رئيس أمريكى قبله منذ 80 سنة، فيكون إرثه السياسي، إلا أننى غير متفائل مع وجود عصابة مجرمى حرب، لا حكومة، على رأس الهرم السياسى الإسرائيلي.

وزير الخارجية الأمريكى الجديد جون كيرى دخل وزارة الخارجية فى فوغى بوتوم يوم الإثنين فى الرابع من هذا الشهر، وهو استبق دخوله بمهاتفة عدد من الزعماء العالميين، بينهم نتانياهو والرئيس محمود عباس. ويُفترض أن يقدم كيرى إلى أوباما خطة جديدة لإحياء عملية السلام، إلا أن تقديم خطة تنتهى بالنجاح من مستوى معجزة توراتية بعد أن ولّى زمن المعجزات.

وجدت أننى أتفق فى الرأى مع مسئولين ومراقبين أجانب وعرب على أن الرئيس أوباما سيضغط على نتانياهو للانضمام إلى الجهود الأمريكية للوصول إلى اتفاق بالوسائل الديبلوماسية مع إيران لوقف برنامجها النووى العسكري، وهذا إن وُجِد.

نتانياهو كان صرّح غير مرة بأن الربيع سيكون مرحلة حاسمة للبرنامج النووى الإيرانى العسكري، وتوقيت زيارة أوباما قبل الربيع لم يأتِ صدفة، فهو يريد أن يستبق عملاً عسكرياً إسرائيلياً ضد إيران، يفتح أبواب الشر على المنطقة كلها.

ربما سار مجرم الحرب نتانياهو مع الرئيس أوباما فى الموضوع الإيرانى لأنه يدرك أن إسرائيل وحدها لا تستطيع تدمير البرنامج النووى الإيراني، وإنما قد تعطله سنة أو اثنتين ثم تستأنف إيران الجهد، ويصبح حتماً بهدف الحصول على سلاح نووي.

غير أن أوباما لن يقدم شيئاً يمكن أن يفتح الطريق أمام استئناف عملية السلام، فحكومة نتانياهو الأخيرة والمقبلة عصابة جريمة واحتلال وقتل وتدمير يستحيل السلام معها.

عندى خبران من إسرائيل أو عنها أرجو أن يقارن القارئ بينهما ليعرف الوجه الحقيقى لدولة الاحتلال.

الأول قضية بن زيغيير وهو عميل للموساد شارك فى قتل المناضل الفلسطينى محمود المبحوح فى دبى فى 19/1/2010، ووضع فى سجن انفرادى بعد ذلك خشية أن يفضح أسرار إرهاب الموساد لحكومة أستراليا أو إعلامها، فهو أسترالى الأصل ويحمل الجنسية الأسترالية مع الإسرائيلية. وحاولت حكومة نتانياهو كتم خبر زيغيير الذى عُرِف باسم السجين إكس، ثم انفجر الخبر حول العالم بعد أن «انتحر». وهو انتحار ربما كان حقيقياً، أو على الطريقة السورية.

الثاني، نشرت منظمة مراقبة حقوق الإنسان، ومقرها نيويورك، تقريراً شاملاً عن حرب إسرائيل على قطاع غزة فى تشرين الثانى (نوفمبر) الماضي. التقرير يقول إن إسرائيل انتهكت قوانين الحرب، وشنّت 14 غارة بطائرات حربية أو من دون طيار على أهداف مدنية فى قطاع غزة وقتلت 43 مدنياً بينهم 12 طفلاً. والتفاصيل مخيفة، فهى من نوع قصف بيت وقتل رجل وطفلين له فى الرابعة والثانية، وإصابة الأم وستة أطفال آخرين.

العالم كله يركز على جاسوس واحد قتِل أو انتحر، وهو يستحق الموت، ويتجاوز قتل أطفال فلسطين بالجملة. أقول مرة أخرى، لا سلام مع حكومة مجرمى الحرب فى إسرائيل اليوم أو فى أى يوم.

نقلاً عن الحياة اللندنية

الجريدة الرسمية