«غــزة» بين حماقة «الإخوان» ونخوة «حماس»!
«لك الله يا غزة».. فالكل بلا استثناء يتاجر بمذابح القطاع الآن.. «حماس»، السلطة الفلسطينية، الإخوان، تركيا أردوغان، قطر تميم، منظمات حقوق الإنسان، النشطاء والثوريون.. والنتيجة مزيد من «الشعارات البراقة» وقليل من «الفعل» لإنقاذ «الغزاويين» من حرب الإبادة التي يتعرضون لها.
فقادة «حماس» يتاجرون بدماء الشهداء والمصابين من داخل غرفهم المكيفة بأفخم الفنادق.. ويكافحون بضرب صواريخ في الأرض الخالية من أي صهيوني، فيرد الاحتلال بغارات جوية تقتل سكان غزة الأبرياء.. ثم يستنجدون بجيش مصر الذي فشلوا في قتاله.. ويريدون استدراج مصر وجيشها لمواجهة مع الصهاينة؛ في محاولة لاستئناف الخطة الأمريكية التي تحطمت على صخرة الإرادة المصرية.
لقد خرج علينا خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في كلمة متلفزة موجهًا حديثه لـ«الزعماء العرب» قائلًا لهم: «كل منكم يقدم على قدر رجولته.. وننتظر نخوة شعب مصر»!
وبالطبع لا نتنصل من مسئوليتنا تجاه ما يحدث في غزة وفلسطين كلها، ولكن نوجه حديثنا أيضًا لقادة «حماس»: أين كانت نخوتكم وأنتم تقتلون زملاءكم في فصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى من أجل السلطة وكراسي الحكومة؟.. أين جهادكم وبلاؤكم وثباتكم في أرض المعركة بدلًا من فراركم كالفئران إلى قطر وتركيا، تاركين أهاليكم المستضعفين لقمة سائغة لجنود الاحتلال؟.. أين كانت نخوتكم وأنتم تقتحمون السجون في بلادنا إبان ثورة يناير؟ أين نخوتكم حينما قتلتم جنودنا على الحدود في أذان المغرب وقت الإفطار في رمضان؟!
إن قادة «حماس» يهدفون إلى «جر رجل مصر» واستفزاز «السيسي» واختباره سياسيا، كما يهدفون إلى إنهاء المقاطعة والعزلة التي تفرضها مصر والدول العربية الكبرى على «الحركة» لعودة الدعم المادى والسياسي لها مرة أخرى، وإظهار «حماس» بوجه المقاوم للاحتلال لمحو صورتها في الخيانة والعمالة ضد الشعوب العربية!
أما «الإخوان» فهم يجاهدون، ليس دفاعًا عن «الإسلام» أو ضد العدو الصهيوني، ولكن ضد الرئيس السيسي، متخذين من فنادق الدوحة وأنقرة ولندن مسرحًا مكيفًا لتصدير تصريحاتهم الإعلامية إلى شعوب العالم، ويطالبونه بالتحرك لإنقاذ «غزة» على الرغم من كونه حاكما غير شرعي وقائد غير معترف به بالنسبة لهم.. فكيف لقائد الانقلاب- كما يكذبون- أن يتحرك لنصرة أهلنا في غزة؟!
لماذا لا يجرؤ أحد من قادة حماس أو الإخوان على مطالبة «أردوغان» أو «تميم» بالتحرك «عسكريًا» لإنقاذ أهل فلسطين، باعتبارهما حاكمين مسلمين «شرعيين»؟.. أو على الأقل لماذا لم يجرؤ أحد منهم على مطالبتهما، «أردوغان» أو «تميم» بقطع علاقات بلادهما «التجارية والعسكرية» مع الكيان الصهيوني؟!
إن الإخوان ومن والاهم سقطوا في الفتنة، وانكشف كذبهم وتجارتهم بالدين وبالقضية الفلسطينية في العام الذي حكموا فيه البلاد، ولم يوجهوا رصاصة واحدة تجاه تل أبيب، «الأصدقاء الاوفياء»، كما كان يراهم المعزول محمد مرسي!
منظمات حقوق الإنسان والنشطاء الثوريون أيضا يتاجرون بـ«غزة»، يقيمون الدنيا ولم يقعدوها، في الوقت الذي لا نسمع لهم صوتًا تجاه الغطرسة الأمريكية ضد كل شعوب العالم المستضعف، تمامًا كما فعلت واشنطن في العراق وليبيا وغيرهما.. طبعًا إنهم لا يستطيعون توجيه كلمة لوم واحدة للإدارة الأمريكية؛ حفاظًا على «حنفية الدولارات» المفتوحة لهم!
إن من الحماقة أن نطالب «السيسي» وجيش مصر، الآن، بخوض حرب تحرير فلسطين من قادة الخيانة والعدو الصهيوني، فالبيت المصري من الداخل ما زال بحاجة إلى ترميم وإعادة بناء من جديد، وما أن يعود قويًا كما كان نسألكم الدعاء لأهلنا المستضعفين في كل مكان.