رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. يوم تحت القصف الصهيوني.. إخلاء منازل وقطع كهرباء واستخدام احتياطي الأكل.. صفارات الإنذارات كل نصف ساعة.. تكثيف الضرب وقت الإفطار والسحور.. وأهالي "غزة" محاصرون والعرب صامتون

فيتو

حاصر حصارك لا مفر سقطت ذراعى فالتقطها واضرب عدوك بى لا مفر.. هذا هو حال الفلسطينيين اليوم بعد القص المتوالى من الكيان الصهيونى فيما أطلق عليه عملية " الجرف الصامد ".

والقصة كلها تبدأ حينما زعمت القوات الإسرائيلية خطف ثلاثة إسرائيليين قامت على إثرها بحملة توسعية من الاعتقال والقتل الأمر الذي تفاقم بقتل الأطفال مما جعل عددا من فصائل المقاومة الفلسطينية ترد هذا العنف في أكبر تطور عرفته المقاومة بعد أن وصلت صواريخها إلى تل أبيب نفسها. 

وبينما يدور هذا القتال الشرس يعيش سكان أهل غزة تحت تلك النيران ليل نهار ومع كل ساعة جديدة يفقدون أخا أو صديقا ومع كل ساعة يهدم بيت ففى غزة أينما وليت وجهك كل شيء قابل للانفجار. 

من داخل غزة ومن داخل مخيمات اللاجئين بالتحديد استطاعت فيتو التوصل إلى عدد من الأهالي هناك من خلال شبكات التواصل الاجتماعى للحديث عن كيفية يومهم داخل غزة بالإضافة إلى التزويد بصور حية من غزة نفسها. 

أسرة من خمسة أفراد بينما يقوم الشاب بالاطمئنان على الأبواب تقوم الأخت باحتضان إخوتها الصغار بينما لا يكف لسان الأم عن ترتيل الأدعية حتى لا تفقد ابنا ثانيا بعد ابنها الذي فقدته في 2008 هكذا كانت أسرة الشاب عساف أحمد أحد سكان مخيم جباليا والذي يصف الوضع في غزة اليوم بالكارثى فاليوم أصبح عبارة عن كتل من جهنم غارات كل نصف ساعة وتكثيف وقت الإفطار والسحور وبعد منتصف الليل وصفارات الإنذار لا تكف عن إنذارنا. 

ويضيف عساف بنبرة من الحسرة هنا لا خروج لا عمل لا دراسة في هذا الوقت فالكل يغلق أبوابه عليه حتى لا يصاب وممنوع علينا الخروج خارج المنزل طوال أيام المعركة حتى لا نتعرض للموت. 

بصمود ممتزج بالحنقة تصف " لينا " إحدى سكان مخيم جباليا الحال بأنه فصل جديد من تخاذل الدول العربية عن آلام شعب القطاع فلأكثر من أسبوع الكهرباء لا تأتى أكثر من ساعتين أو ثلاث يوميا بالإضافة إلى عمليات الإخلاء المستمر ونقص الأدوية والضحايا التي نفتقدها. 

وعن عمليات الإخلاء فلها طريقة هي الأخرى مسئولة عنها فصائل المقاومة التي تخلى المناطق المتوقع الهجوم عليها أو من الممكن أن تستخدم في الهجوم على مواقع اسرئيلية ووقتها يخلى البيت من أهله وبعض المقتنيات لهم ويتم تسكينهم في أماكن آمنة في مخيمات أخرى. 

فيما تضيف لينا إحدى سكان القطاع ما يعانيه أهل غزة من معاناة خاصة في ظل سكوت عربى على ما يحدث هنا ونقص في الأدوية، لافتة إلى أن بيوت أقاربها تم قصفها في تلك الغارات ولولا عمليات الإخلاء لكان الضحايا بالآلاف. 

أما ربيع العبدى ذلك الشاب السورى الذي يعيش في فلسطين منذ أكثر من سبع سنوات يصف الحال في غزة بأنها المدينة المحاصرة فكل المعابر مغلقة تمام سوى معبر رفح يتم فتح في بعض الأوقات لاستقبال المرضى أما الطرق بيننا وبين الضفة تكاد تكون مغلقة والحكومة تقول إنها منعقدة والفصائل تطلق صواريخها ونحن هنا لا نرى سوى أطفال تموت والبعض الآخر يصاب والباقى يبكى على من يقتلون ويصابون!

وتابع أن اليوم في غزة تحت القصف لا يحمل سوى الخوف فكلنا نجلس بالبيت ومنا من يخرج ويتحمل مسئولية نفسه ويكون خروجه في ذلك الوقت من أجل مساعدة أهله وفى العادة يتحمل مسئولية نفسه أما فبمجرد دخول الليل فلا يوجد خروج تحت أي سبب فالكلمة وقتها تكون للصواريخ فقط.

وعن المأكل والمشرب فالكل يتعامل في هذا الوقت بالمخزون الذي لديه وبعض المخزون المتواجد في المحال التجارية المحلية البعيدة عن القصف. 


الجريدة الرسمية