قلب الإخوان: عنوان العدل ليس بالتفاصيل!!
قرأت كتابى ثروت الخرباوي، "سر المعبد" و"قلب الإخوان"، وبينما أقرأ، كان يعترينى السؤال: ولما يا دكتور خرباوي، بينما مر عليك كل ما رأيت، مثل فرض الإخوان على إخوانى منهم أن يُطلق زوجته، لأنها "عابت" فى المرشد الخامس مصطفى مشهور، فلما رفض طردوه من الجماعة وحاربوه فى رزقه – أقول لما يا دكتور خرباوي، لم تخرج عنهم أيامُها، حينما رأيت هذا الظُلم البين؟ أم أنك كنت بحاجة إلى أن تتعرض للظلم ذاتك كى تتركهم؟ إلا أن السؤال يجب وأن يوجه لكل من ترك الإخوان، لأنهم لم ينتفضوا على الظُلم وقت أن رأوه يحدث لغيرهم، ولكنهم تركوا الإخوان، وقت أن تعرضوا هم أنفسهم له، وربما ساهموا هم فى ظلم إخوتهم يوماً أيضاً!!
وفى موضع آخر غير الكتابين، حينما تقرأ، عن أن خيرت الشاطر أبلغ عن عبد المنعم أبو الفتوح للأمن، تشعر بكم الخيانات بداخلهم، وأن دموع أبو الفتوح على الشاطر إما تمثيلية رخيصة أو انتماء للتنظيم أكثر مما نتصور.
إلا أن الكتابين وغيرهما فيهما من الوقائع التى تجعلك لا تندم ولو ليوم أنك تُهاجم هذا الجسم اللعين المنتمى للإسلام زوراً!!
كما أنه لأمر عادى جداً، أن يُطرد إنسان من الإخوان وأن يُكفر، لأنه نصح المُرشد بعكس ما يراه. وتلك سُنة استنها حسن البنا نفسه، حيال صديقه "أحمد السكري"، الذى أنشأ الجماعة معه. حتى أنك حينما تقرأ قصة اغتيال حسن البنا، يمكنك أن تُصدق ما قاله "خليفة مصطفى" المُتهم الثالث فى عملية اغتيال جمال عبد الناصر، حينما قال بأن "الجناح العسكرى الإخوانى هو من قتل حسن البنا"!!
وعندما تقرأ الحديث الإخواني: "الأخ بين يدى مُرشده كالميت بين يدى مُغسله يُقلبه كيف يشاء .. وليدع الواحد منا رأيه، فان خطأ مُرشده أنفع له من صوابه فى نفسه"، تُدرك أن الإخوانى لكى يصير شديد الإنتماء، عليه أن يلغى عقله كُلياً. وهو الأمر الذى يُمكنك أن تستشفه من رؤيتك لمؤيدى مرسى والإخوان، حتى هذه اللحظة، بينما الوطن، يُعانى وبشدة، من جراء فشل سياساتهم، بل انعدام رؤيتهم.
فمؤيدوا الإخوان حتى هذه اللحظة، إما ينتمون إليهم مُعلين من قيمة الجماعة فوق الوطن، أو مُنتفعين منهم، أو أنهم جهلة بالدين ويظنون أن الإخوان يمثلوه، بعد كل هذا الكم الهائل من الأكاذيب والنفاق والقتل. هذا النوع الأخير، هو من لا يرى إلا العنوان ويمنح الإخوان "العُذر" ليفعلوا ما بدا لهم، طالما أن "أسمهم" مسلمين، ولو أساءوا للإسلام ذاته!!
وربما هم مثل ثروت الخرباوى وغيره من أقرانه الإخوان السابقين، ممن كانوا يرون الظُلم فيسكتون عنه، طالما أنه لم يطُلهم. ولكن وقت أن يطولهم هذا الظُلم، سيقولون الكثير، ويتكلمون عما رأوه وسكتوا عنه، كما سكت ثروت الخرباوى قبل أن يُظلم هو ذاته!!
إلا أننى وجدت، أن تلك ليست عيباً فى ثروت الخرباوى وحده، ولا فى محمد حبيب الذى اشترك فى ظُلم أقرانه وقتما كان عضواً فى الإخوان. فتلك ثقافة تحيا فى مصر، وها هم الكثير من المصريين يرون كم يُظلم الفُقراء من جراء الثورة والإخوان على حدٍ سواء، فيلعنون الإخوان علناً والثورة سراً، لأنهم لم يتجرعوا ظُلم الثورة بغُمق، مثلما حدث لفُقراء مصر!!
وكأن شعار "العدالة الاجتماعية" الناجم عن تلك النكسة، هو أيضاً كذبة كُبرى، أو أن هؤلاء يؤيدون العناوين دونما التفاصيل.. كالإخوان الذين يلعنونهم ويستوجب لعنهم وطنياً ودينياً مثل تلك النكسة تماماً!!
والله أكبر والعزة لمصر.
وتبقى مصر أولاً دولة مدنية