رئيس التحرير
عصام كامل

«المحافظ» الذي انتصر على «السيسي»


الموعد: ظهر الثلاثاء ٨ يوليو
المكان: مبنى الإذاعة والتليفزيون
الحدث: تشريف المستشار مجدي البتيتي محافظ بني سويف لمبنى ماسبيرو وسط حضور عدد كبير من الموظفين لمساعدة سيادته أثناء مشاركته في برنامج «عازم ولا معزوم» الذي يذاع بالبرنامج العام.
فوجئ طاقم العمل ببرنامج «عازم ولا معزوم» الذي يذاع بالبرنامج العام بالإذاعة المصرية بحضور المستشار مجدى البتيتي -محافظ بنى سويف- وسط حراسة مشددة مكونة من طاقم ثلاثي إضافة إلى حضور موظف مخصوص يقوم بتصوير سيادته في كل شاردة وواردة لزوم التوثيق العلمي والقانوني لتحركات سيادة المستشار من وإلى المحافظة، وتسجيل همسات سيادته، وربما يكون الأمر مرتبطا بالشفافية التي يؤمن بها المحافظ، وحتى لا يقال ولا يتقول عليه أحد من جماعة أعداء الوطن أو أصدقائه.

ويقال والعهدة على الراوي، إن مصور المحافظ خفيف الحركة، حاضر البديهة، تشبه تحركاته حول الوزير المحافظ حركة كاميرته وسرعة "الازا" حيث يدور حول المحافظ بمعدل دورتين في الدقيقة خوفا من عدم التقاط جفن سيادة المحافظ قبل أن يرتد إليه ومن مثاقبه أنه ملازم جيد لرموش السيد المحافظ؛ حيث يرصدها رصدا بعدساته الدقيقة إمعانا في المكاشفة والمصارحة مع الشعب المصري.

وإذا كان الرئيس السيسي بسلامة نية وحسن طوية قد تنازل عن نصف راتبه للدولة فإن الرجل كان من الممكن أن يوفر لأسرته هذا المبلغ مقابل أن يتنازل محافظ بني سويف عن نصف موكبه، فالرجل اصطحب معه موظف مخصوص للموبايل.. نعم ليحمل المحمول في يده ويقدمه للسيد المحافظ إذا رن أو زن أو اهتز أو أضاء، ويقال، إن السيد المسئول عن محمول سيادة المحافظ والذي شوهد في الإذاعة تتعدد مسئولياته الجسام وتتنوع حسب الموقف والظروف المحيطة.

يتردد أن من مهام "حامل محمول محافظ بني سويف" أنه مسئول مسئولية كاملة عن إدارة كافة عمليات اختيار نغمة محمول سيادة المحافظ، كما يسأل أمام الجهات الرسمية وغير الرسمية عن "كول تون" سيادة الوزير ويقال والعهدة على الراوي أن حامل محمول المحافظ مسئول أيضا عن التحول من الوضع صامت إلى الوضع "عام" وله الحق في التفضيل بين الوضعين بناء على ما تعاطاه من دورات تدريبية كانت سببا في إسناد مهمة حمل محمول المحافظ وإدارة شئون النغمات.

وصحب المحافظ الذي ترك محافظته تنهشها شائعات الجماعة الإرهابية وذهب مع موكب مهيب إلى الإذاعة المصرية في برنامج كان من الممكن أن يشارك فيه بالتليفون ثلاثة من الحراس وموظف آخر مجهول الهوية - هوية المهمة التي يقوم بها - إضافة إلى اصطحابه السيد رئيس إدارة العلاقات العامة بالمحافظة ربما ليكون مسئولا أمام الرأي العام عن كيفية وضع مقدمة لشخصية السيد المحافظ تليق بمقامه السامي الذي شرف الإذاعة تاركا المحافظة تغرق في شلال الشائعات ونهش الميكروباص للزبائن الغلابة.

وبالطبع لأن المحافظ اصطحب حراسا ومديرا للتصوير ومديرا للعلاقات العامة ومديرا لإدارة المحمول فإن سيادته جاء من بني سويف إلى القاهرة بثلاث سيارات على الأقل إحداهم مرسيدس آخِر موديل مخصصة لفخامته، وثانية ربما لا تقل عن تلك للحراسة المصاحبة له، أما مدير العلاقات العامة والمصور فلا بد وأن يكون مخصصا لهما سيارة ثالثة فإذا سلمنا جدلا أن السيد المحافظ يعلم بقرار الرئيس السيسي وتبرعه بنصف راتبه، فإنه بلا شك قد اقتصد في عدد السيارات المصاحبة له واكتفى بثلاث سيارات تموين بنزين ما بين ٩٥ و٩٢ وذلك لمشاركته في رحلته الوطنية إلى دار الإذاعة بالقاهرة، أما إذا لم يكن يعلم بالقرار فإنه لا شك رجل زاهد زهد «محمد مرسي» في مواكبه!!.
الجريدة الرسمية