رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «حبس بطل».. المجند أيمن حسن قتل 21 إسرائيليًا على الحدود.. ومهدد بالطرد من منزله.. حكم عليه بالحبس 12 عامًا.. الجيش دفع 3 ملايين جنيه لإنقاذه.. ووزير الدفاع أمر بحمايته.. وحالته تست

فيتو


«حصلت على المركز الرابع على مستوي الجمهورية في رياضة المصارعة، وأنا بالمرحلة الابتدائية، وبعد تخرجي تم تجنيدي في القوات المسلحة، وكانت خدمتي على الحدود المصرية مع إسرائيل، وأثناء ذلك فعلت أفضل إنجاز في حياتي؛ فقد قتلت 21 إسرائيليًا، وأصبت 20 آخرين من بينهم عميد مخابرات و14 ضابط طيار إسرائيليًا، وذلك انتقامًا من مجند إسرائيلي قام بتدنيس العلم المصري هو وصديقته ومسحا به حذاءهما».. هكذا لخص أيمن حسن، أحد الأبطال المصريين، الذين قاموا بأعمال بطولية ضد دولة الكيان الإسرائيلي، قصة حياته في حديث لـ«فيتو».

قتل 21 وإصابة 20 إسرائيليًا

في 8 نوفمير 1967، ولد البطل المصري في قرية الغنيمية بمحافظة الشرقية، الذي لم يكمل تعليمه، والتحق بالجيش بعد الانتهاء من الدراسة في الإعدادية الأزهرية، وبعد قضائه عامين و4 شهور بالخدمة العسكرية قام بوضع خطة لقتل 21 إسرائيليا وإصابة 20، والخطة تدرس الآن بأكاديمية التخطيط الحربي.

والوطنية، والكرامة، دفعتاه إلى المغامرة بخوض عملية قتل الإسرائيليين بعدما رأى علم بلاده يدنس من الأعداء، وهو العمل الذي كلف القوات المسلحة 3 ملايين جنيه لاختراقه اتفاقية الحماية الدولية.

ويوضح أيمن في حديثه مع «فيتو» أنه انضم إلى القوات المسلحة فبدأ مجندًا، ثم رقيب سرية بوسط سيناء، وبعد عامين و4 شهور بالقطاع الرئيسي بعيدا عن الحدود طلب من قائد السرية تغيير مكان خدمته وإرساله إلى نقطة هادئة يستجم فيها، فتم نقله إلى سيناء على الحدود بين مصر وإسرائيل، «فهذه منطقة هادئة من المشاكل»، وفق قوله.

تدنيس العلم 

ويسرد البطل المصري تفاصيل عمليته ضد الإسرائيليين، فيقول: أثناء قيامي بمراقبة الوضع الأمني بمكاني الجديد رأيت جنديًا إسرائيليا ينظر لي ويمسك بالعلم المصري ويمسح به حذاءه لإغاظتي، فأبلغت الضابط المسئول فرد علىّ «تلاقيها قماشة يا أيمن» وعندما رآني أتحدث بغيظ وحرقة دم قال لي «خلاص أنا هبلغ السلطات بالمجند ده»، ولكن لم يتحرك أحد.

وتابع: ازداد حمقي وغضبي بعد أن تمادى المجند الإسرائيلي بإحضار فتاة مجندة مثله وقاما بتدنيس علم مصر، ووقتها فقط قررت الانتقام من هذا الجندي البدين انتصارًا للوطن، وبدأت بالتخطيط للانتقام منه ورصد أيام إجازاته وحضوره حتى أرى الفرصة المناسبة لاغتياله.

تدريب على الواقعة

واستطرد: ولكن بعدها بـتسعة أيام قامت مذبحة الأقصى، التي نالت من قلوبنا جميعًا، فرأيت أن المسألة لم تعد مسألة عسكرية بل الموضوع أكبر من ذلك ويجب علىّ الانتقام، وظللت أتدرب لمدة 46 يومًا لرصد أتوبيس ضباط إسرائيلي، وتدربت على كل شيء من صعود التلة ونزولها والوقت الذي يلزمني لذلك، وكنت يوميًا أجري 6 كيلو، حاملا أمتعة الجيش، ورصدت الأتوبيس قبل قدوم دوريتين خاصتين تابعتين له.

وفي السادسة وثلاث دقائق من يوم 26 نوفمبر عام 1990، كانت اللحظة الحاسمة التي يرويها أيمن فيقول: "لو تأخرت دقيقة واحدة كان سيتم قتلي، فاخترت مكانا يمنع وصول صوت الرصاص لأي من الدوريات أو مؤمني الحدود، وقمت خلال 6 دقائق فقط برصد الأتوبيس وسيارتي الدوريات، ثم نفذت العملية، وأسفر ذلك عن قتل 21 من بينهم عميد مخابرات و14 ضابط طيار، بالإضافة إلى 6 صولات وسائقين، وإصابة 20، وجميعهم إسرائيليون، أما أنا فأصبت رصاصة واحدة سببت خدشًا بسيطا برأسي، وكنت وقتها أتمنى الشهادة في سبيل الله.

ويشير البطل المصري إلى أن تقرير الطب الشرعي أثبت أن المجند الإسرائيلي تلقى وحده 16 طلقة في القلب، منوهًا أنه انتقل بعيدا عن موقع الحادث بواسطة سيارة تابعة لشركة المقاولين العرب.

اختراق معاهدة السلام 

ويتابع "أيمن": قاموا بالتحفظ علىّ وبعدها تم إبلاغ قيادة الجيش بما تم وإبلاغ القوات الدولية لاحتجازي من قبل أمريكا وإسرائيل، ولكن عمرو موسى، وزير الخارجية وقتها، هدد بعرض تسجيلات خاصة بضابط أمريكي كان قادمًا من بلاده من أجل محاكمتي دوليًا، وانتهى الأمر إلى دفع 3 ملايين جنيه غرامة لكسري معاهدة دولية، وتم ترحيلي من سيناء إلى منطقة الجيش الثالث والتحفظ علىّ بسجن عجرود، وكان اللواء طارق المهدي، مكلفًا بتأميني أثناء ترحيلي، وأثنى على ما فعلته، وهو ما قام به جميع الضباط والجنود.

ويمضي البطل المغوار قائلا: وزير الدفاع حينها "يوسف أبوطالب"، كلف طاقم لواءات خاصًا لتأميني وحمايتي، وتم إحضار 5 مجندين بنفس مواصفاتي، وأمروا بأن يرتدون نفس ملابسي ووضعهم جميعا معي بنفس غرفة الحبس لتأميني، وحتى لا يستطيع أحد التمكن مني.

ولفت "أيمن" إلى أن الشيخ محمد الغزالي، الداعية الإسلامي، أفتى وقتها، وبعد اطلاعه على القضية بشرعية ما قام به، ورغم ذلك، تم الحكم علىّ بـ12 سنة سجنًا، إرضاءً لأمريكا وإسرائيل، وحتى يكون هذا الحكم رادعًا لزملائي المجندين ولا يفعلوا مثل ما فعلت بسبب الرئيس الأسبق حسني مبارك"، وفق قوله.

وأشار إلى أنه خرج من السجن في 6 أبريل عام 2000م، بعد قضائه عشر سنوات من المدة المحكوم عليه فيها بالحبس، منوهًا أنه تزوج بعد خروجه من السجن، وأنجب ثلاثة أبناء أكبرهم في الصف الأول الإعدادي.

يشتكي البطل الذي سجن في سبيل الوطن من أوضاع المعيشة، إذ يقول: "أهنت وطردت من مبنى محافظة الشرقية، عندما طلبت وظيفة بعد خروجي من محبسي.. والآن أنا مهدد بالطرد من منزلي لتراكم الإيجار علىّ".

الجريدة الرسمية