حاضر.. هنترعب من السيسي
هذا عنوان جد. ليس المقصود منه سخرية على الإطلاق. فقد قال عضو الهيئة العليا بحزب المصريين الأحرار إيهاب زكريا عن السيسي "نحن أمام قائد مقاتل لا يهاب أحدًا ويتسلح بحب شعبه، فلا تخرجوه عن وداعته، لأنه لن يرحم من سيقف أمام إرادة مصر". الكلام الذي قاله الأستاذ إيهاب للزميلة منار عثمان على موقع فيتو (http://www.vetogate.com/1100696 )، لابد من فكه، فإرادة مصر في هذا السياق تعني إرادة السيسي. أما مسألة شعبه. فالحقيقة إن المصريين لا ينتمون إلى أي رئيس. ولا البلد كلها على بعضها يجب أن تكون كذلك.
لكن للإنصاف فليس الأستاذ إيهاب وحده الذي حذرنا وخوفنا من السيسي. فالكثير من أنصاره فعلوا ذلك. فمنهم من طالب مرارًا وتكرارًا بعدم الرحمة مع المعارضين. وهناك من طالب بالتخلص منهم خارج القانون من خلال (فرق الموت). وهناك من طالب بالتخلص من أطفال الشوارع مثلما يتم التخلص من الكلاب (يقول إن هذا حدث في المكسيك). وإذا كان هذا يحدث مع أطفال، فما بالك مع المعارضين. وكثيرين من أنصاره تحت غطاء (لاستعادة هيبة الدولة) بعضهم طالب بأن الحل هو الديكتاتورية.
فهل هذه الصورة "المفترية الجبارة" لصالح السيسي؟
لا أظن. لكن قبل الإجابة على السؤال. لابد من التأكيد على أن الواقع على الأرض يقول إن الأجهزة الأمنية تقوم بالواجب لتدشين صورة الرئيس الجديد. فهناك انتهاكات مروعة من جانب الشرطة. تعذيب وإهانات واغتصاب واعتقالات عشوائية (كل هذا أشارت إليه منظمات حقوقية محلية ودولية). استخدام ثغرات في القانون للسجن إلى مالا نهاية لخصوم سياسيين وشباب وشابات من كل التيارات، بل وحتى مواطنين عاديين لا علاقة لهم بالسياسة.
لقد وصلت المسخرة إلى اعتقال شاب رفع يافطة يعارض فيها السيسي في ميدان طلعت حرب. وعلى حد تعبير زميلي عبد الرحمن أيمن في موقع "فيتو" في بوست له على الفيس بوك " واحد اسمه محمد نصار ناشط سياسي اتمسك امبارح وهو رافع يافطة لوحده بالليل في ميدان طلعت حرب لرفض تخفيض الدعم وارتفاع الأسعار.. يقوموا إيه بقى يمسكوه ويوجهوله تهم التظاهر «لوحده» وتعطيل المرور «لوحده» وتكدير السلم العام «برضه وهو لوحده» ربنا يستر ما توجهلوش تهمه قتل السادات أو غزو المريخ ".
هذا العصف تململ منه حتى من شاركوا في توصيل السيسي إلى قصر الرئاسة ومنهم على سبيل المثال "غادة شريف“ ( وعادت أيام الداخلية السودة! http://www.almasryalyoum.com/news/details/473767 ) و"اللي كانت بتشرشح أي حد يهوب ناحية السيسي".
السؤال الآن: هل هذا لصالح السيسي؟
بالقطع ليس لصالحه، ولا لصالح من معه. وأتمنى منه ومن نظامه أن يدرك أن الناس انتخبته لتحقيق مصالحها وليس لكلامه العاطفي الناعم. فهو ليس سلطة فوق سلطات الدولة ولا فوق الناس. و"لا هو أب ولا أم ولا راعي ولا بيفهم مصلحتنا أكتر مننا". ولا أيًا من هذه التوصيفات التي تبرر الديكتاتورية. فالرئيس أيًا كان اسمه هو مجرد موظف لمدة محددة لإنجاز مهام محددة. وإذا لم يحقق لها الحد الأدنى من الكرامة ومن العدالة. فسوف تخلعه كما خلعت من سبقوه. ولأن الآمال تعلقت به أكثر ممن سبقوه، أظن أن خلعه سيكون أكثر قسوة ممن سابقيه.
فهل يتعظ السيسي ومن معه؟
أتمنى من الله جل علاه.