حُط لي مصر في جملة مفيدة
( 1 )
أزمة.. "الصفحة الجديدة"
المتابع الجيد لحال "المحروسة"، -شرط ألا يكون منتميا لمعسكر بعينه-، يدرك تماما أن الأزمة الحقيقية التي تعيشها مصر تتمثل في رغبة الجميع -إلا من رحم ربي- في فتح "صفحة جديدة"، رجال نظام "مبارك" يبحثون عن "فرصة العودة"، الإخوان المسلمون يطالبون بـ"المشاركة لا المغالبة".. شباب الثورة يحلمون بـ"ثورة جديدة".. ووسط هذا كله تخرج القرارات الصادمة، واحد تلو الآخر، نغضب قليلا، نهدد كثيرا، ونتوعد بـ"الأمر الذي لن يأت"، وفي النهاية، نعود لغرف نومنا، لنمارس حريتنا الوحيدة - المتاحة حتى وقتنا الحالي - وهي "الحلم بالأجمل الذي لم يأت بعد".
"الله أكبر.. تحيا الثورة.. محلي طعم النصر..يا سمرة..ما بقتش الحرية بعيدة".. الجميع يرددون هذا المقطع من أغنية "صفحة جديدة" لفرقة "اسكندريلا"، من كلمات الرائع "أحمد حداد".. الذي يحلم -مثلنا أيضا - بـ"الأجمل الذي لم يأت بعد"، وفي الوقت ذاته، ورغم أن الصفحة لا تزال بيضاء "ناصع لونها يسر الناظرين"، إلا أن "البدايات تنبئ بالنهايات"، ولهذا فـ"الصفحة الجديدة"، لن تكون إلا صفحة عادية تكمل كتاب "الصفحات العادية" الذي نصفه - مجازا - بـ"مصر الجديدة"، فلا الثورة نجحت في تحقيق "الحرية - العيش - العدالة الاجتماعية"، ولا جماعة الإخوان تمكنت من أن تصنع نموذجا إسلاميا "محترما" يصلح لـ"حكم مصر"، ولم يتمكن "فلول الوطني" من استيعاب "الدرس الثوري"، ولا يزالون يديرون أمورهم "من تحت الترابيزة" أملا في "عودة لماضي مرفوض بالتلاتة".
(2 )
"الرئاسة قرارات.. مش كلام فاضي معقول"
يستحق الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفريقه الرئاسي - إذا كان لديه فريق - "نجمة كبيرة جداااااا" على الخطاب الذي ألقاه في ذكري "العاشر من رمضان"، وذلك لأمور عدة، فالرجل اختار توقيت الخطاب، في الخامسة مساء، وهو ميعاد لا تنقطع فيه الكهرباء، والمصريون يكون أغلبهم في انتظار "الأذان"، وبطارية "الطاقة الذهنية" لديهم "قاربت على الانتهاء"، و"الشتيمة وقت الصيام.. ممكن تبوظه"، ولهذا تحدث الرئيس، بالأرقام، ورغم أنه حاول تبسيط الأمور، إلا أن "الفاطر" فقط هو الذي يمكن أن يدرك أن "السيسي" - مع حفظ الألقاب والمقامات- رجل يدرك تماما متي يتحدث، ومتي يصمت، متي يهمس بـ"حنية"، ومتي يعلو صوته بـ"التهديد والوعيد"، متي يتحدث لـ"الفقراء" وبأي نبرة صوتية، ومتي يحذر الأغنياء من "سيف المعز".
الرئيس "السيسي" استطاع أن يعزف - وبحرفية يحسد عليها- على "وتر المناسبة"، فنصر أكتوبر واحد من النقاط المضيئة - وهي قليلة بالمناسبة- في التاريخ المصري، داعب "الحلم المصري"، تمكن من استغلال المناسبة - وهو استغلال حسن- أفضل استغلال، عقد مقارنة "موفقة" بين ما حدث وقتها، وحاول توصيل رسالة للجميع أنهم الآن أمام "عبور ثاني" سيذكره التاريخ، ويتحدث عن بطولات أصحابه الأحفاد وأحفاد الأحفاد، ولهذا أظن - وليس كل الظن إثم- أن نسبة الغضب من قراراته الصادمة تراجعت بنسبة تتيح له مساحة أكبر من الوقت لإصدار قرارات جديدة، والابتعاد - لأطول فترة ممكنة - أن أزمات ستأتي..ستأتي.
(3)
مليارات التعليم..والصحة "فنكوش"
طبعًا.. لن نطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي"اللي إحنا استدعيناه" بان يكون واحدا من الكثيرين الذين يدفعهم حظهم "القليل كرزقهم" بأن يقف في طابور "المستشفيات الحكومية"، فنحن شعب نعرف جيدا "قيمة حكامنا"، ولكننا ندعوه، ولو من باب العلم بالشيء، أن يتابع، ويتقصي عن واقع تلك المستشفيات، لعل وعسي يكون لها نصيب في قراراته، ويمنح الفقراء منا "أمل في بكره"، وفرصة في "العلاج.. والخدمة الطبية بشكل آدمي".
لن نتحدث مع الرئيس أيضا عن واقع التعليم في مصر، لكن الأمر الوحيد الذي نؤكده أن "البلد محتاجة ثورة"، ليس بشعارات أو بـ"ميادين تحتل" أو "صلوات تتلي"..ومشروعات تنمية "لن تكون يوما، لكن "المحروسة" تحتاج بالفعل لــ"ثورة تعليم" وبأقصي سرعة ممكنة.
( 4 )
الأثرياء الجدد شعارهم.. "ما تبصش يا لوح..دي جاية بطلوع الروح"
الحركة التاريخية لـ"التوك توك"، تؤكد - بما لا يدع مجالا للشك- أن "العصا السحرية"، وجدت طريقها، وبسرعة فائقة، لهذا العالم السحري، فقد بدأت من "الحلوة عليها أقساط"، ومرت على "ما تبصليش بعين ردية" حتى وصلت أخيرا - وبحمد الله- إلى الشعار الذي لخص "أيام الشقا" وهو ""ما تبصش يا لوح..دي جاية بطلوع الروح"، ولأن "الروح طلعت" فلابد أن يكون هناك سعر، والمتابع الجيد لـ"قرارات الرئيس" الأخيرة المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية "المتنيلة بنيلة" - على حد تعبيره -، وبحسبة بسيطة، يستطيع أن يتكهن بالأثرياء الجدد الذين سيخرجون علينا، فبعد أن كان السباك، و"تاجر البيض" هو رمز الثراء في عهد الرئيس المؤمن الراحل محمد أنور السادات، فإن أصحاب "التكاتك" سيكونون هم الفئة الأكثر حظا، لأمور عدة، فــ" السولار متوافر"، والأسعار الجديدة سيتحملها "الزبون"، ولو حدث - لا قدر الله - وحاول "الزبون" الاعتراض فـ"دية غزة بمطواة" وتعود الأمور لمجاريها، ويستكمل "رجل التوك توك" مسيرته المهنية ورحلة الصعود لـ"المليون الأول".