رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. 32 عاما على مذبحة "الدجيل" التي قادت رقبة صدام حسين إلى حبل الإعدام.. قصة قرية "شيعية" زارها صدام وتعرض بها لمحاولة اغتيال.. اعتقال 700 شخص ومقتل 40 تحت التعذيب وجريمة دفع ثمنها متأخرا

فيتو

حلت اليوم الثامن من يوليو الذكرى الثانية والثلاثين لمذبحة الدجيل في العراق والتي بسببها تم إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين عقب محاكمة طويلة امتدت لسنوات.


تعود القصة إلى 8 يوليو من العام 1982 حيث قام الرئيس العراقي صدام حسين بزيارة إلى مدينة الدجيل لتحية الجنود الذين حاربوا ضد إيران في حرب الخليج الأولى، ولمن لا يعلم فمدينة دجيل هي مدينة ينتمي أغلب سكانها البالغ عددهم 75 ألف نسمة إلى الطائفة الشيعية وتقع في محافظة صلاح الدين ذات الأغلبية السنية.

وعقب انتهاء صدام حسين من إلقاء خطابه وأثناء استعداده للعودة إلى العاصمة بغداد فاجأ موكبه عشرة مسلحين بوابل من النيران، مما تسبب في مصرع اثنين من حرس صدام في الحال، ودارت اشتباكات بين حرس الموكب وبين المهاجمين فقتل معظمهم وتم القبض على بعضهم.

وربما يعلم جيدًا من عاش في العراق مدى قوة صدام حسين وسطوته بل والرهبة التي كان يفرضها أينما حل جسده أو سيرته وبالتالي يدركون أيضًا كيف أن اغتياله هو أمر جلل، وقد كان رد فعل الرجل على هذا المستوى.

فبعد التحقيق مع المقبوض عليهم تبين انتماؤهم إلى ما يسمى بحزب الدعوة الشيعي المحظور، وهو حزب كان يدعم إيران إبان حرب العراق وإيران.

تم التحقيق مع المقبوض عليهم والقبض على أسرهم من الدرجتين الأولى والثانية وتم توسيع قاعدة المشتبه فيهم إلى أن بلغ إجمالي المعتقلين أكثر من 700 شخص نصفهم فقط من البالغين الذكور والبقية الباقية من النساء والأطفال، وتم نفي عدد كبير من المعتقلين جنوب البلاد، وترحيل البعض الآخر إلى سجون شديدة القسوة في الصحراء وفي منطقة أبوغريب، فضلًا عن أكثر من 40 شخصًا ماتوا أثناء التعذيب.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قام صدام بحرق زروع النخيل التي أطلق منها عليه النيران، ودمر بيوت المهاجمين وبيوت أسرهم في الدجيل.

لم يدرك صدام حسين أن هذه الواقعة ستتخذ ذريعة بعد أكثر من 25 عامًا لكي تعلق عنقه على حبل المشنقة، فبعد الغزو العراقي في 2003 وسقوط بغداد وبعد سنوات من الهروب تم القبض على صدام حسين وإحالته إلى المحاكمة وتم إعدامه في الواحدة من صباح 13 ديسمبر 2006، قبل أن يلحقه فيما بعد برزان الحسن أخوه غير الشقيق.
الجريدة الرسمية