رئيس التحرير
عصام كامل

ارتفاع معدلات الإدمان في مصر إلى 24%.. وزيرة التضامن: التعاطى يبدأ من سن العاشرة و70% من أبطال الأعمال الدرامية مدخنون.. والبابا تواضروس يطالب بتكاتف جميع المؤسسات لمكافحة الظاهرة

الدكتورة غادة والى،
الدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى

أكدت الدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى، أن ظاهرة الإدمان تمثل قضية هامة لمختلف فئات المجتمع سواء في الريف أو المدن، موضحة أن أخطر ما فيها هو تدنى سن تعاطى المخدرات بين الأطفال.


وأشارت "والى" خلال كلمتها بمؤتمر " أطفال بلا إدمان "، الذي عقد اليوم الثلاثاء بمركز الحياة بمدينة نصر"، إلى دراستين في غاية الأهمية، أولهما دراسة حول المسح القومى الشامل للإدمان والذي تم من خلاله رصد نسبة التعاطى وسبل مواجهتها، والدراسة الثانية خاصة بتحليل المواد الدرامية التلفيزيونية في الفترة من 2010: 2013.

وتطرقت "والى" إلى أن الدراسات أثبتت ارتفاع معدل الإدمان بمصر إلى 24% مقابل 19% خلال عام 2009، مشيرة إلى أن تعاطى المخدرات بمصر زاد أيضا ووصل إلى المستوى العالمى على الرغم من تدين الشعب المصرى.

وتابعت، أن سن التدخين انخفض ليبدأ من 10 سنوات فقط، مشيرة إلى أن 61% من المدمنين والمدخنين تقع في الفئة العمرية من 20 : 30 سنة.

وأضافت، أن الدراسات التي أجراها صندوق مكافحة الإدمان، كشفت أن التدخين يكلف الفرد الواحد 199 جنيه شهريا، في ظل انخفاض مستوى الدخل في مصر.

وأوضحت والى أن دراسة تحليل المواد الدرامية أثبتت أن مشاهد الإدمان والتدخين في المسلسلات الرمضانية وصلت إلى 102 ساعة أي ما يعادل 80% من الأعمال الدرامية.

وأشارت إلى أن المواد الدرامية تضاعف من حجم الظاهرة حيث يظهر 70% من الأبطال مدخنين ومدمنين على الرغم من أن نسبة الإدمان في الواقع تصل إلى 24 % فقط.

وقالت، إن الوزارة اتفقت مع وزارة التربية والتعليم على تضمين المناهج مواد توعية بمخاطر الإدمان، مشيرة إلى تنظيم دورات توعية للطلاب في أكثر من 1300 مدرسة، وأن الوزارة تسعى لوصولهم إلى 2500 مدرسة.

وأشارت إلى الاعتماد خلال دورات توعية الطلاب، بالمتطوعين وطلاب الجامعات، وتقديم أفلام ومسرحيات للأطفال للتوعية بمخاطر الإدمان.

وأعلنت وزيرة التضامن عن إنتاج 7 أفلام قصيرة للتوعية بمخاطر الإدمان لعرضهم على عدد من القنوات الفضائية بالمجان، مشيرة إلى وجود رقم خط ساخن لإرشاد المدمنين عن أقرب مركز مكافحة الإدمان وهو 16023.

وأوضحت غادة والى أنه سيجرى عقد عدة موائد مستديرة بعد انتهاء شهر رمضان مع صناع الدراما لمناقشة سبل التوعية بمخاطر الإدمان خلال الأعمال الدرامية التي يتم عملها.

ومن جانبه قال قداسة البابا تواضرس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقصية، إن الأطفال هم هدية الله للإنسانية، وهم زهرة المجتمع وبراعم المستقبل، مشيرا إلى ضرورة حمايتهم من مخاطر الإدمان والتدخين وآثارهم.

وأضاف البابا خلال كلمته بالمؤتمر أن نتائج الدراسات التي أجراها صندوق مكافحة الإدمان حول رصد وتحليل المدمنين تعد خطيرة ومرعبة.

وأشار البابا إلى أن الحل الأساسى لمكافحة الإدمان هو توفير بيئة يعمها المحبة للطفل منذ الصغر حتى ينمو بشكل سوى ويشعر بقيمة الحياة، مشيرا إلى أن إحساس الطفل بالمحبة يحميه من الإدمان وتعاطى المخدرات.

وأكد البابا على أنه إذا لم تحل هذه المشكلة من الآن من الممكن أن تتسبب في تدمير المجتمع بأكمله في المستقبل، خاصة بعد تدنى سن الإدمان وتزايد معدل الإدمان.

وأوضح البابا أن جميع جهات ومؤسسات الدولة لابد أن تتكاتف معا لمواجهة هذه الظاهرة، مشيرا إلى أهمية أن يتم تقديم أفلام قصيرة توعى الأطفال وتوضح لهم مدى مخاطر الإدمان وآثاره السيئة على الطفل.

وكرم مركز الحياة الأفضل لمكافحة الإدمان والإيدز، البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقصية، على دوره في مكافحة الإدمان ومنحه درع شكر وتقدير، وكذلك الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى، على تعاونها مع المركز، وعمرو عثمان رئيس صندوق مكافحة الإدمان والتعاطى التابع لوزارة التضامن، والأنبا موسى أسقف الشباب ومقرر لجنة الإدمان في المجمع المقدس، والأب لوءا، وعدد من ممثلى مركز الحياة الأفضل.
الجريدة الرسمية