رئيس التحرير
عصام كامل

الإفتاء: إفطار من يجري جراحة عاجلة جائز بموافقة الطبيب

دار الإفتاء المصرية،
دار الإفتاء المصرية،

أجازت دار الإفتاء المصرية، للمسلم الإفطار في شهر رمضان؛ لإجراء عملية جراحية عاجلة؛ لأن الله سبحانه وتعالى أباح ذلك في كتابه العزيز فقال: (فمن شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ).


وأضافت الإفتاء في فتواها، أنه إذا كانت العملية الجراحية غير مستعجلة بشهادة طبيب عدل، ولا خوف من لحاق الضرر أو المشقة بالإنسان، وجب أداء فرض الصيام في شهر رمضان قبل إجراء العملية، فلا يجوز الفطر في هذه الحالة، بناء على الرأي الراجح لدى جمهور الفقهاء.

وأوضحت دار الإفتاء أن الله سبحانه وتعالى فرض صوم رمضان على كل مسلم مكلف حاضر صحيح، ورخَّص للمسافر والمريض في الفطر، والقضاء بعد زوال سبب الرخصة تيسيرا عليهما؛ لما تقرر في أصل الشريعة من رفع الحرج والمشقة عن المكلفين، حيث قال عز وجل: «وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78]، وقال سبحانه: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» [المائدة: 6].
وأشارت الفتوى إلى أن أهل العلم أجمعوا على أن المرض عذر يبيح الفطر للمريض في الجملة، وليس كل مرض عذرا يباح معه الفطر، فمذهب جمهور العلماء إلى أنه يترخص بالفطر للمرض إذا كان يترتب عليه مشقة لا تحتمل عادة، أو يخشى من الصوم زيادة المرض، أو تباطؤ الشفاء، وذلك لأن الأمراض تختلف، فمنها ما لا أثر للصوم فيه، كألم الضرس، وجرح الأصبع، والدمل الصغير وما شابه ذلك، ومنها ما يساعد الصوم على الشفاء منه، فلا يجوز الفطر لمثل هذه الأمراض؛ لأن الصوم لا يضر صاحبه ولا يشق عليه بل قد يفيده، وإنما رخص للمريض في الفطر دفعًا للأذى والمشقة عنه.
وكشفت الإقتاء عن أن العلماء اختلفوا في المرض المبيح للفطر فذهب الحسن وابن سيرين، إلى أن كل مرض يباح معه الفطر سواء وجد صاحبه مشقة أم لا، وذهب الأصم إلى أنه لا يباح الفطر للمريض، إلا لو كان سيقع في مشقة وجهد، لا يستطيع معهما إكمال الصيام، وهذا تنزيل للفظ المرض على أكمل درجاته.
وذهب أكثر الفقهاء إلى أن المرض المبيح للفطر هو الذي يؤدي إلى ضرر النفس أو زيادة في العلة، إذ لا فرق في الفعل بين ما يخاف منه، وبين ما يؤدي إلى ما يخاف منه، كالمحموم إذا خاف أنه لو صام تشتد حماه، وصاحب ألم العين يخاف إن صام أن تفسد عينه.
الجريدة الرسمية