رئيس التحرير
عصام كامل

ألمانيا: روحانيات وتواصل من خلال موائد الرحمن في رمضان

فيتو

في مسجد الشهداء، أكبر مساجد برلين يبدأ التحضير لمائدة الرحمن قبل موعد الإفطار ببضع ساعات. وقبيل أذان المغرب يبدأ الزوار في التوافد على المسجد. إنهم ضيوف الرحمن في بيته وعلى مائدته.

ويشرح إندر تشتن، مدير المسجد، أن تكاليف الطعام "تأتي بالكامل من تبرعات الأفراد، كما يقوم طباخ المسجد بتحضير الطعام الذي يقدم للضيوف". 

ويحرص المتبرع على عدم إعلان اسمه لتفادي مواقف التباهي والتفاخر بمثل تلك الأعمال الخيرية. السعادة تغمر وجوه القائمين على العمل وهم يقدمون الطعام إلى الصائمين بعد غروب الشمس. وفقط بعد الانتهاء من تقديم خدماتهم للحاضرين، يبدءون هم أيضا بالإفطار. كل ذلك يتم بنظام وانضباط.

ويقول المشرف على المسجد إندر إن القدرة الاستعابية تترواح بين 150 و200 صائم يوميًا، "وفي حال ارتفاع عددهم بشكل غير متوقع، فإننا نتدارك الموقف من خلال طلب وجبات من المطاعم التركية المجاورة". في ليلة القدر يزداد عدد الضيوف بشكل ملحوظ حيث يفطر هناك ما يقارب 1500 صائم". 

وتهدف مبادرات موائد الرحمن إلى تحدي الفوارق الاجتماعية، حيث تجد هناك اليافعين والشباب والنساء وكبار السن والأطفال. ورغم أن الشريحة الكبرى تركية، فإن هناك ضيوفا عربا وأسيويين وافارقة وألمان.

يحرص عبد القادر حرش(67) عامًا وزوجته وأولاده الشباب على الحضور لموائد الرحمن، "الإفطار مع الجماعة يعطي البركة ويتسم بروح الجماعة"، كما إنها تذكرنا بإفطارات رمضان في بلدي الأصلي حيث كان الجيران يتبادلون الهدايا بوجبات الطعام، فتجد في كل بيت من بيوت الحارة أطعمة مختلفة على مائدة الإفطار."

وكما أظهر استطلاع للرأي قمنا به، فإن موائد الرحمن لا ترتبط فقط بصورة الطعام المجاني المقدم للضيوف بل تشير أيضا إلى مفاهيم التضامن والتكافل الاجتماعي والرحمة وتبادل المشاعر المشتركة. عن ذلك تقول المواطنة الألمانية المسلمة لينيه كيالونات (32) عامًا، الحاملة لشهادة الماجستير بالعلوم الثقافية والتربية الدينية وبتعليم المتقدمين بالسن: " نتفادى الوحدانية من خلال موائد الإفطار الجماعية وهي تمنحنا أجواء روحانية وعائلية مميزة".

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية