رئيس التحرير
عصام كامل

استشهاد أسد بن الفرات في فتح صقلية عام 212 هـ

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

كان أسد بن الفرات بن سنان أحد شجعان أمة المسلمين، ولاه زيادة الله والى أفريقيا "المغرب العربى" القضاء، وقدمه قائدا لجيش غزو صقلية؛ فخرج في عشرة آلاف رجل، منهم ألف فارس، فلما خرج إلى سوسة ليتوجه منها إلى صقلية، خرج معه وجوه أهل العلم يودعوة، وأثناء خروجه بالجيش قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يا معشر الناس، ما بلغت ما ترون إلا بالأقلام، فاجهدوا أنفسكم فيها، وثابروا على تدوين العلم، تنالوا به الدنيا والآخرة".

أسد قائد لجيش فتح صقلية

ثم ركب أسد بن الفرات البحر سنة 212 هجرية ونزل في مدينة فأزر من بلاد صقلية، والتقى جيش المسلمين بالروم، فحمل المسلمون على أعدائهم حملة شعواء، وهو في مقدمة قواته، يحرض المؤمنين على القتال قولًا وفعلًا، فدارت الدائرة على جيش الروم، ودك حصونـًا واستولى عليها، وحاصر سرقوسة، وفي أثناء الحصار أصيب بجروح بالغة سال منها الدم على اللواء الذي يحمله حتى فاضت روحه إلى ربها راضية مرضية يوم التاسع من رمضان عام 212 من الهجرة.

استشهاد ابن الفرات وفتح صقلية
وحين رأى الجنود استشهاد قائدهم استبسلوا مجاهدين الروم، حتى أرغموهم على الهروب، وكتب زيادة الله والي أفريقيا إلى الخليفة العباسى المأمون بأن الله تعالى أتم فتح صقلية على يد القاضي أسد بن الفرات، وكان ذلك في التاسع من رمضان عام 212هـ.

أسد بن الفرات العالم والقائد العسكري 

قال الذهبي: "كان أسد بن الفرات رحمه الله مع توسعه في العلم فارسًا بطلًا شجاعًا مقدامًا، زحف إليه صاحب صقلية في مائة ألف وخمسين ألف. قال رجل: فلقد رأيت أسدًا وبيده اللواء يقرأ سورة "يس"، ثم حمل بالجيش، فهزم العدو، ورأيت الدم وقد سال على قناة اللواء وعلى ذراعه، ومرض وهو محاصر سرقوسية، ولما ولاه صاحب المغرب الغزو، قال: قد زدتك الامرة، وهي أشرف، فأنت أمير وقاضٍ".
الجريدة الرسمية