الإخوان يفجرون أنفسهم!
نعم الإخوان يفجرون أنفسهم وجماعتهم عمليا وليس مجازا، وأنا هنا لا أقصد تلك التفجيرات التي تمت في شقق ومزارع يملكها أعضاء وكوادر في جماعة الإخوان أثناء تصنيعهم عبوات متفجرة يستخدمونها في قتل الأبرياء والتخريب والتدمير للمنشآت العامة والممتلكات الخاصة، وهو ما يشي بضعف قدرات التنظيم السري الإخواني وأن من يكلفهم بتصنيع المتفجرات أغلبهم من الهواة وغير المدربين.
وإنما أقصد هنا أن الإخوان باتوا يجاهدون علنا وعلى رءوس الأشهاد يمارسون العنف ويقومون بالعمليات الإرهابية، بعد أن كانوا ينكرون ذلك من قبل ويخفون نواياهم ونزعاتهم الإرهابية، بل إنهم يتعمدون الآن توجيه عنفهم وإرهابهم ضد المدنيين وعموم المصريين، ولذلك زرعوا متفجراتهم في محطات المترو وقطارات السكك الحديدية وبجوار أسوار واحدة من أشهر شركات الغزل والنسيج، ناهيك عن الشوارع والميادين المختلفة.
إن شهوة الانتقام هي التي تحركهم الآن، ولذلك لم تعد عمليات العنف والإرهاب التي تمارسها هذه الجماعة قاصرة فقط على أعضاء الجهاز الخاص السري فيها أو تلك المجموعات الساخنة التي دربت على العنف والتدمير والتفجير والقتل، وإنما صار يمارسها الأعضاء العاديون في الجماعة الذين لم يحظوا بالتدريب الكافي.
والمعنى الوحيد لذلك أن الجماعة فقدت الأمل في كسب عموم الشعب وخداع عموم أبنائه كما كانت تفعل من قبل دوما، وبأسف من التغرير بقطاعات منه كما راهنت على ذلك قيادة التنظيم الدولي للإخوان، ولذلك جاهرت الجماعة بالعنف والإرهاب الذي تمارسه.
فإذا كانت الجماعة قد أخفقت في التغرير بالمواطنين العاديين فإنها لجأت إلى ترويعهم وإخافتهم من خلال المجاهرة بالعنف، لكن هنا يكمن مقتل الجماعة ونهايتها، فإنها ظلت على قيد الحياة وقادرة على المقاومة مع ما تعرضت له من ضربات أمنية على مدى عقود عديدة لأنها كانت قادرة على التغرير بعموم الناس، أما عندما تجاهر بمعاداتهم فإنها تكتب نهايتها، لأنها لا تواجه شرطة أو حكومة وإنما شعب، ولا أحد يقدر على الشعوب، خاصة الشعب المصري.