ما توقعناه من السيسي قبل رفع الأسعار!
قلنا أمس أننا كنا نود أن يفتح السيسي ملفا بعد آخر..فلينتظر أن يري الناس ويشاركونه نتائج قوانين وقرارات لم يجرؤ رئيس سابق بعد جمال عبد الناصر على اتخاذه..بل إن قانون الحد الأقصى للدخل كان موجودا في عهد عبد الناصر وألغي في عهد السادات..كنا نريد أن يتحصن السيسي بالناس في مواجهة لصوص بالقانون لا يرضيهم حتى الحد الأقصى للأجور..وغيرهم لا يرضيهم قانون منع الاحتكار..وغيرهم لا يرضيهم قانون زيادة الضرائب على البورصة..وهؤلاء نافذون قادرون على ازعاج الرجل - المثير أن هذه القوانين والقرارات أخطر من التي تلتها من رفع أسعار الوقود ولم نسمع صوت كثيرين يعارضون القرارات الأخيرة الآن أيد السيسي فيها أو أبدي ترحيبه بها أو أعلن دعمه له في مواجهة الكبار - وكان السيسي في مسيس الحاجة للجماهير ولو لشهر واحد إضافي !
الآن..ولم يفكر أحد في الأمر السابق..فقد كنا نتمني أيضا أن تسبق الاحتياطات القرارات..وأن تكون الحكومة مستعدة لكل الاحتمالات.ولا تترك هاجسا واحدا للناس..فمثلا كان يجب أن يسبق المؤتمر الصحفي العاجل لرئيس الوزراء القرارات وأن يشرحها للناس وليس أن يتم المؤتمر بعدها..كان ينبغي أن تصل كميات التموين بسلعها العشرين إلى كل محافظات مصر..أن تستعد الشرطة لمواجهة بلطجية سيارات الأجرة..أن يستعد الجيش وراء الشرطة بأسطول سياراته أن أضرب السائقون..أن تكون السلع - التي ستكون جاهزة من الغد - في منافذ القوات المسلحة بالسعر الحر المخفض موجودة قبل القرارات وبكميات إضافية..
أن يشهد المواطن خدمات حقيقية إضافية في المستشفيات الحكومية قبل القرارات..وأن تنتهي فوضي مطالب السنوات السابقة بأن يذهب المرضي بالمحاقن الطبية والقطن الطبي إلى المستشفيات للعلاج.. كان يجب أن تضمن الحكومة وبإجراءات واضحة ومؤكدة أن لا ترتفع مصروفات المدارس الحكومية بل ويمكن إلغاؤها لغير القادرين أيضا..أن تصل إجراءات ضم المليون ونصف مليون أسرة فعليا إلى مكاتب الضمان الاجتماعي..كان لابد أن يسبق كل ذلك وغيره إجراءات رفع الأسعار...أما وقد صدرت بالفعل وردود أفعالها تتوالي..فعلي السيسي وبخلاف أن يخاطب الناس بنفسه ومباشرة أن يفعل ما يلي..ولكن نكمل غدا..