رئيس التحرير
عصام كامل

باتريك كوكبرن: أشرس الحروب تنتظر العراق.. بغداد تحصد نتاج الحرب السورية.. الغرب وحلفاؤهم يفتقرون لسياسة المواجهة مع "داعش".. الجميع يعقد الآمال لإنقاذ واشنطن للعراق

 الكاتب البريطاني
الكاتب البريطاني باتريك كوكبرن

قال الكاتب البريطاني باتريك كوكبرن إن أشرس الحروب تنتظر العراق بعد استهداف الأضرحة الشيعية وتصاعد التوترات في تكريت.

وأشار كوكبرن، في مقاله بصحيفة الإندبندنت البريطانية، إلى فشل السياسة الأمريكية والبريطانية في العراق وسوريا ما يتسبب لهم بالنقد المستمر، بعد ثلاثة سنوات لم يستطيعوا التخلص من الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة وعدم استقرار العراق تحت قيادة نوري المالكي، وحدث العكس تماما لما تريده واشنطن ولندن وبقي الأسد في الحكم، واضطراب العراق.


وأوضح كوكبرن أنه على مدى السنوات الثلاثة تحدثنا كثيرا بشأن الحرب السورية ومدى تأثيرها على دول الجوار وزعزعة الاستقرار في العراق، ولكن واشنطن وباريس ولندن لم يبدوا اهتماما، وحولت المعارضة السورية الإطاحة بالأسد وأصرت على أن رحيله سيكون مبررا لمحادثات السلام.

وأضاف كوكبرن أن العراق تدفع فواتير الحرب السورية الآن وكان ظهور أبو بكر البغدادي البداية لدفع الثمن، وبزوغ زعيم داعش وتنصيبه خليفة للمسلمين في المنطقة داعيا جميع المسلمين بتقديم المبايعة له، وكان لذلك تداعيات، فعملت المملكة العربية السعودية على نشر 30 ألف جندي لحراسة الحدود التي تمتد 500 ميل مع العراق، وكان في ذلك عدل إلهي، فكان قبل 6 أشهر دعت السعودية للعمل الجهادي في سوريا والعراق، والآن تخشى من عودة الجهاديين لأراضيها.

ويرى كوكبرن أن نجاح داعش يعتمد على قدرتها في تحقيق انتصارات على الرغم من الصعاب، وليس لأيديولوجيتها البدائية الوحشية، ما يجعل داعش نقطة جذب للشباب السنة، فداعش لا يمكنها أن تبقي على أمجادها في الماضي لفترة طويلة فهي تحتاج لتأمين الأراضي التي سيطرت عليها وتكوين تحالفات مع النظام البعثي لمحاربة المالكي، وبعدها أعلنت داعش الخلافة، وتعلق الحكومة العراقية آمالها على البيت الأبيض واستخدامها طائرات دون طيار للقضاء على داعش.

ويختتم كوكبرن بالإشارة إلى افتقار بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وحلفائهم سياسة المواجهة مع داعش، وإيران راهنت خطأ على المالكي كونه الأكثر أمانا بلا نسبة لهم، ولم يدركوا احتكار المالكي للسلطة وهجومه على السنة، في حين تصور الأمريكيين الإيرانيين بأن لهم طرقا ملتوية وتدبر المؤامرات والجميع ينتظر أمريكا أن تفعل شيئا إزاء العراق.
الجريدة الرسمية