باحثون يقدمون حلولًا عملية لأزمة الطاقة.. بحوث البترول: لدينا بديل للبنزين.. شعلان: الجاتروفا مصدر لا ينضب للطاقة.. الناظر: الوقود الحيوي يوفر 30% من احتياجات الكهرباء.. الميثانول يوفر 10 مليارات جنيه
قدمت المراكز البحثية المنتشرة في مصر عددًا من الحلول الواقعية لإنهاء أزمة الوقود والبنزين التي تواجه البلاد في الفترة الحالية ومن بينها دراسة المعهد القومي لبحوث البترول ولكنها تحتاج إلى قرارات سيادية لتنفيذها.
بديل البنزين
قال الدكتور أحمد الصباغ، رئيس المعهد القومي لبحوث البترول، إن المعهد لديه حلول فعالة لحل أزمة البنزين، إلا أن تنفيذها يحتاج إلى إرادة سياسية قوية.
وأوضح أن المعهد قام بتجربة حقيقية لبديل الوقود وهو استخدام الميثانول والجازولين لتشغيل محركات السيارات، مضيفًا: هذا البديل سيوفر لمصر 10 مليارات جنيه سنويًا إذا تم تفعيله على مستوى الجمهورية، والأهم من ذلك أنه يحتاج إلى تمويل من الدولة في البداية.
وتابع: توجد أبحاث تطبيقية بالمعهد انتهت إلى إمكانية تحويل زيت الطعام إلى بيوديزل لتشغيل الجرارات الزراعية. مشيرًا إلى أن هذه الأبحاث خضعت للمواصفات، وتأكد أن الاختراع الجديد لن يضر بالبيئة. ونوه إلى أنه يمكن استخدام البيوثينيل في تشغيل السيارات بدلا من الميثانول، "لكن البعض يعتقد أن الميثانول يسبب بعض الضرر بالبيئة، رغم أن الدول المتقدمة جميعها تستخدمه"، وفق قوله.
الجاتروفا حل
وقال الدكتور أشرف شعلان رئيس المركز القومى للبحوث إن المركز لديه أبحاث للمساعدة في حل أزمة الوقود التي تواجه مصر بزرع نبات الجاتروفا، وزراعة الطحالب للمساعدة في توليد الكهرباء استخراج البترول، لافتا إلى أن الجاتروفا تسمى "بالبترول الأخضر".
وأضاف أن يوجد عدد من الباحثين تعمل على أبحاث الجاتروفا وآخرين يعملون على أبحاث إعادة استخدام زيوت الطعام المنزلية لإنتاج البيوديزل لتشغيل بعض أنواع السيارات.
وطالب شعلان بأن زراعة نبات الجاتروفا تحتاج إلى خطة لزراعتها، لافتا إلى أن زراعتها تتم على مياه الصرف فإنها لا تحتاج إلى مياه عذبة.
مشروع قومي
وأشار رئيس القومى للبحوث إلى أن مشروع زراعة الجاتروفا يجب أن يكون مشروعا قوميا، لما تملكه القدرة الكبيرة لهذه النبتة على النمو في كل البيئات، خاصة الصحراوية مما يساهم في تحقيق هدف إستراتيجي وهو توفير احتياجات مصر من الجازولين (الديزل)، لما تتميز به بذور النبات من ثراء في الزيت المحرك للماكينات.
تجدر الإشارة أن التجارب العلمية أثبتت أن المعالجة الكيميائية والفيزيائية لزيت الجاتروفا تكفي لتحويله إلى نوع من "البايوديزل " أو الديزل الحيوى، وهو ما يعرف بالبترول الأخضر وبتكلفة أقل، فالنبتة لا تحتاج إلا إلى قليل من الماء لتمنح كثيرا من النفط.
الغاز الحيوي
قال الدكتور هاني الناظر، رئيس المركز القومي للبحوث السابق، تعليقا على قرار رفع أسعار البنزين والسولار، إن هناك عددا من الحلول التي يمكن تطبيقها على المدى القصير والبدء فيها من الغد لحل أزمة الوقود، من خلال توليد الكهرباء باستخدام الغاز الحيوى، الذي يمكن أن يوفر 30% من الاحتياجات من الكهرباء، وهو المشروع الذي انتهى منه المركز القومي للبحوث منذ سنوات، وتمت تجربته وإثبات فاعليته في إنارة قريتين بالوادى الجديد، مشيرا إلى ضرورة التوسع في الوقود الحيوي الذي يستخرج من زراعة نبات الجوبا.
البقايا والفضلات
وأضاف الناظر أن فكرة المشروع تقوم على تجميع بقايا فضلات المنازل، وروث وبقايا فضلات الحيوانات في بيارات كبيرة، فتتخمر خلال أيام، وينتج عنها الغاز الحيوي، الذي يتم استغلاله بمواسير وأساليب تكنولوجية بسيطة جدا لتوليد الكهرباء، دون الحاجة إلى تكاليف ضخمة، ولا إلى أية معالجات كيميائية، مشيرا إلى أن الطريقة التي تعتمد على توليد الطاقة من الغاز الحيوي، طبقت على نطاق واسع في الهند والصين.
وشدد الناظر، على أهمية الغاز الحيوى الذي يتسم بنظافته، بالإضافة إلى استخدامه في تخلص البيئة من الكثير من الملوثات، رافضا ما طرح من قبل الحكومة باستخدام الفحم في توليد الطاقة بالمصانع، نظرا لخطورته على البيئة المصرية وقرب المصانع من التجمعات السكنية.
وكان إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، أصدر مساء أمس الجمعة، عدة قرارات بشأن زيادة أسعار الوقود، جاءت كالتالي: زيادة أسعار بنزين 80، 70 قرشا ليصبح 160 قرشا للتر بدلًا من 90 قرشا، و75 قرشا زيادة لبنزين 92 ليصبح 260 قرشًا بدلًا من 185 قرشا، و70 قرشا للسولار ليصبح 180 قرشا بدلا من 110 قروش، وبنزين "95" من 585 قرشًا إلى 625 قرشا.