التلوث والتلبس
في زمن سابق كنت مهندسا للنيل وكان عملي هو المحافظة على نهر النيل وجسوره من التعدي والتلوث وكان من يضبط متلبسا يقدم للمحاكمة ويطبق عليه القانون. وأذكر أن حسن رجب وهو زميل عبد الناصر تقدم بطلب لإنشاء معمل لورق البردي عل كورنيش النيل ورفضت طلبه مع اقتناعي بمشروعه لكونه مخالفا، كذلك رفضت تجديد ترخيص عوامة أمام الكت كات كونها تلوث مياه النيل وكانت هذه العوامة سكن منيرة المهدية التي لم أكن أسمع عنها. وكم شعرت بأهميتي كمهندس عندما طلبني وكيل الوزارة في منزلي صباح ذات يوم ورد عليه والدي الذي كان مدير إدارة درجه أولى وكنت أنا درجة سادسة وتعجب من مكالمة وكيل الوزارة لمهندس صغير مثلي، المهم أن الوكيل أخبرني بلطف أن الست لها قرار من رئيس الوزراء.
ولم أقتنع وأخيرا وافقت بعد إصلاح العوامة في الورش الأميرية لكي يطمئن قلبي على نيل مصر. أين هذا من الذي يحدث للنيل الآن؟ "هل تذكرين بشط النيل مجلسنا".هل سيقول الشاعر نفس الكلام الآن؟؟
"أين أنت يا نيل". النيل ملك للمصريين جميعا وليس ملك النوادي والكافيهات والمسارح. الحفاظ على النيل أمن قومي بلا جدال..
شركة السكر بالحوامدية إحدي القلاع الصناعية تصرف في النيل المولاس وهو الناتج الأخير كانت تحصل سنويا على ترخيص لصرف هذا الناتج في النيل بعد تقديم تقرير من كلية الهندسة بسلامة هذا الناتج على مياه النيل. و لكن هل يحدث هذا الآن؟
لابد أن نحافظ على النيل شريان الحياة ومبعث الرومانسية على مر السنين.