الإعلام الأجنبي يرصد وضع مصر بعد رفع أسعار الوقود: الحكومة تحاول خفض عجز الموازنة.. «السيسي» أشجع من مرسي.. الخطوة تلاقى سخطًا شعبيًا.. وارتفاع تدريجي للأسعار خلال 5 سنوات.. والقرار بداية لإ
أثار قرار الحكومة رفع أسعار الوقود والكهرباء وتخفيض الدعم على المواد الغذائية اهتمام العديد من وسائل الإعلام الأجنبية، اليوم السبت.
وقالت صحيفة «الجارديان» البريطانية، إن مصر تسعى إلى خفض المساعدات الحكومية، بعد تدمير ميزانية الدولة لمدة ثلاث سنوات، بسبب الاضطرابات السياسية، مشيرة إلى أن الحكومة تحاول خفض عجز الموازنة، دون إثارة المصريين الذين أطاحوا رئيسين منذ عام 2011.
وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى رفع الحكومة أسعار البنزين بنسبة تصل إلى 78%، لخفض دعم الطاقة ولتخفيف العبء المتزايد في عجز الميزانية. وأوضحت أن دعم المواد الغذائية والطاقة يصل إلى ربع الإنفاق الحكومي، والحكومة تتخذ خطوات لإصلاح برنامج دعم وإنعاش الاقتصاد الذي دمر أكثر من ثلاث سنوات بسبب الاضطرابات السياسية.
ارتفاع سعر البنزين
وأضافت «الجارديان» أن سعر البنزين 92 سيكون بـ 2.60 قرش بزيادة 40% للتر عن سعره الحالي 1.85 قرش، وبنزين 80 سيرتفع السعر ليكون 1.60 قرش للتر بزيادة 78% عن سعره، والديزل سيرتفع بنسبة 175% إلى 1.10 للمتر المكعب.
ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أشار من قبل لارتفاع أسعار الكهرباء، تمهيدا لإلغاء دعم الطاقة، "وهو أحد المساعدات الحساسة سياسيا من بين مساعدات النقل والأغذية والزراعة".
وتابعت: «بدأ ارتفاع أسعار الكهرباء في إطار خطة لإلغاء دعم الطاقة في غضون خمس سنوات بهدف استحداث هيكل تسعير لتخفيف العبء على الفقراء في مصر، حيث يعيش واحد من كل أربعة أشخاص بأقل من 2 دولار يوميًا».
تحد خطير أمام السيسي
بينما ذكر موقع «ميدل ايست أي» الأخباري أن الحكومة المصرية رفعت أسعار الوقود بشكل كبير بعد يوم من الذكري السنوية الأولى للإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، لمعالجة نظام الدعم المتضخم «في خطوة لا تحظى بشعبية وستكون أول تحد خطير للرئيس المنتخب حديثا عبد الفتاح السيسي».
وأشار الموقع إلى أن مصر شهدت احتجاجات في العاصمة والعديد من المناطق الأخري في الذكرى السنوية الأولى للإطاحة بمرسي وقتل ثلاثة متظاهرين من أنصاره.
وأوضح الموقع أن الاقتصاد تعرض لأزمات متتالية على مدى السنوات الثلاث المضطربة، وأن الحكومات المتعاقبة دعت رفع الدعم عن الوقود، ولكنها هربت من تنفيذ تخفيضات الدعم خوفا من رد فعل المواطنين، معتبرا أن السيسي كان أكثر شجاعة ولم يخش من رد الفعل وسعى لخفض الإنفاق الحكومي.
وأضاف الموقع أنه على الرغم من ارتفاع أسعار الوقود إلا أن المصريين ما زالوا يدفعون الحد الأدنى لسعر الوقود مقارنة بالمعايير الدولية.
115 مليار دولار حجم الموازنة
وكالة «ريا نوفوستي» الروسية، نقلت أن الرئيس عبد الفتاح السيسي طلب من المصريين التضحية من أجل مساعدة الاقتصاد المصري المتداعي بعد ثلاثة سنوات من الاضطرابات، وسعى لتعديل أكبر ميزانية في تاريخ مصر وهي تصل إلى 115 مليار دولار بعد أن وصل عجز الموازنة إلى 12%.
وأشارت الوكالة إلى إجراء الحكومة خطة خماسية للحد من المساعدات الحكومية لتشهد البلاد ارتفاع أسعار بشكل تدريجي على مدى الخمس سنوات القادمة.
زيادة أسعار الكهرباء
ولفتت الوكالة إلى أن وزير الكهرباء محمد شاكر قال إن سعر متوسط كيلو وات يبلغ 23 جنيها وسيرتفع إلى 51 جنيها في زيادة تدريجية على مدى خمس سنوات، وتم رفع أسعار الوقود بدءا من منتصف الليل يوم الجمعة ووضعت إجراءات رفع أسعار الكهرباء في حيز التنفيذ بداية من شهر يوليو.
توفير 6 مليارات دولار تنفق على الدعم
وأكد مسئولون حكوميون أن تعديل الميزانية يهدف إلى الحد من 6 مليارات دولار في مشروع دعم الطاقة، مضيفين أن أسعار الوقود زادت بنسبة تصل إلى 78%.
خطوة مرفوضة شعبيًا
من جانبه، قال موقع «آر تي آي» التابع للإذاعة الأيرلندية إن الحكومة المصرية رفعت أسعار الوقود الليلة الماضية في خطوة لا تحظي بشعبية وستكون أول تحدٍ يواجه الرئيس المنتخب حديثا عبد الفتاح السيسي الذي بعث رسالة تقشف وتضحية بالنفس لاستعادة الاقتصاد.
وأوضحت الإذاعة أن الاقتصاد المصري يتعرض لأزمة من قبل ثلاث سنوات، مشيرة إلى أن الحكومات المتعاقبة خلال السنوات الماضية كانت تؤكد أن الإعانات التي تقدمها الحكومة لشراء البنزين ما يجعله أرخص سعر في العالم يجب أن ترفع ولكن السلطات المتعاقبة هربت من تنفيذ تخفيضات المساعدات خوفا من رد فعل المصريين.
34 مليونا تحت خط الفقر
وأضافت الإذاعة أن الدولة تنفق أكثر من 30% من ميزانيتها على دعم الوقود والمواد الغذائية في بلد يعيش 40% من سكانها أي 34 مليون شخص تحت خط الفقر.
وأشارت الإذاعة إلى إن إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء أعلن أن النفط يكلف خزينة الدولة 22 مليار دولار وهذا يؤثر على ميزانية التعليم والصحة التي تكلف الدولة 9.8 مليار دولار.
مساعدات خليجية
ونوهت الإذاعة إلى أن مساعدات دول الخليج مصر بمليارات الدولارات عقب إطاحة الجيش بالرئيس المعزول محمد مرسي الذي كان ينظر إليه من قبل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بعين الشك.
وأضافت الإذاعة أن الحكومة وقعت أيضا على إيقاف ضريبة أرباح رأس المال وسترفع أسعار الكهرباء تدريجيا على مدي السنوات الخمس المقبلة.
مرسي فشل في اتخاذ القرار
وعلقت شبكة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" على قرارات رفع أسعار الكهرباء والطاقة الأخيرة، بقولها إن الرئيس المعزول محمد مرسي فشل في اتخاذ مثل هذه الإجراءات لإصلاح الاقتصاد.
وقالت "بي بي سي"، في تقرير لها عن الأوضاع في مصر، السبت، "إن إجراءات التقشف التي كان من المفترض أن يتبعها مرسي في مصر كانت تشمل الحد من دعم الطاقة وخفض عدد القوى العاملة في القطاع العام وفرض ضرائب المبيعات، لأن ربع الميزانية يستهلك في الإنفاق على 6.5 مليون عامل بالقطاع العام".
وأضافت الشبكة الإنجليزية: رفع الأسعار وخفض الدعم هدفه خفض عجز الموازنة، موضحة أن أسعار الكهرباء حاليا تعتبر أقل من نصف تكلفة إنتاجها، لكنها من المتوقع أن تتضاعف خلال خمس سنوات.
انقطاع الكهرباء
وأشارت إلى انقطاع الكهرباء في مصر بشكل متكرر، منوهة أن تكلفة الدعم تتسبب في إهمال صيانة وتوسيع قدرات المولدات، ونقلت عن محللين قولهم إن الحكومة الجديدة من المتوقع أن تدخل مجموعة من الإصلاحات السياسية الحساسة لتوفير إعانات الوقود والنقل والغذاء والزراعة.
يذكر أن قرارا برفع أسعار الوقود قد تم تفعيله منذ منتصف ليل أمس الجمعة وهو ما أثار غضب الكثيرين، وأدى إلى غليان في القاهرة والمحافظات.