ضياء الدباس سفير العراق في مصر: هناك من يتآمر على العملية السياسية في بغداد.. ما يحدث بالعراق لا يمثل تهديدا كبيرا.. "داعش" تنظيم إرهابي لاعلاقة له بالإسلام أو الخلافة.. والطائفية ورقة بغيضة
قال السفير ضياء الدباس سفير العراق لدى مصر إن هناك من يستغل الوضع الأمني في سوريا ويتآمر على العراق لإفشال العملية السياسية التي تجري وفقا لقواعد ديمقراطية، أقرها الدستور العراقي.
وأوضح الدباس في تصريحات خاصة ل" فيتو" أن العراق به عملية ديمقراطية تسير وفق الآليات الديمقراطية المتعارف عليها عبر دستور صوت عليه العراقيين، وأن العملية السياسية داخل العراق تجري وفقا للاستحقاقات التي يقرها هذا الدستور.
وأكد الدباس على أن البعض لا يروق له في الداخل والخارج مسار العراق، وخطواتها الديمقراطية، ويتآمر لإفشال العملية.
وأشار إلى أنهم استغلوا الآن الوضع الأمني في سوريا، والذي سبق وحذرت العراق وحذرنا من خطورته مرارا خلال السنوات الماضية، فانهيار الوضع الأمني في سوريا ساعدهم لشن هذا الهجوم المفاجئ في العراق، مستغلين البعض في الداخل.
وقال الدباس أنه برغم هذه الأوضاع التي تشهدها العراق، فإن هذا لا ينذر بخطر شديد، ولا بانهيار الدولة العراقية كما يروج البعض، مشيرا إلى أن الكيانات السياسية وعت لذلك، وهم الآن في طريقهم إلى اتفاق من أجل تشكيل الحكومة، وسيتم اختيار الرؤساء الثلاث" رئيس البرلمان، رئيس الوزراء، رئيس الدولة"، وفقا للتوافق فيما بينها، وذلك في جلسة البرلمان المرتقبة الثلاثاء المقبل.
وأشار إلى أن القوات الأمنية العراقية استطاعت استيعاب الصدمة، واستعادت قوتها، وأن المؤشرات تذهب الآن إلى تحرير صلاح الدين بالكامل، كما حررت من قبلها سامراء، وسيتم طرد هذه التشكيلات من التنظيم الإرهابي "داعش" من سائر المدن والمحافظات العراقية.
وتعليقا على إعلان تنظيم دولة العراق والشام، " داعش" الخلافة يؤكد: هذه المجموعات الإرهابية المتطرفة لها أجندات خارجية أبعد ما تكون عن الدين الإسلامي، فهي مهوسة بالدماء والجنس، عابرة للحدود، هدفها تدمير بلداننا العربية واحده تول الأخرى.
وطالب الدباس جميع الدول العربية والإسلامية، بالتعاون والوقوف في وجه هذا التنظيم، الذي سيؤثر إعلانه ما أسماه بدولة الخلافة على الجميع، ويمثل لها تهديدا كبيرا، فهذا التنظيم لن يقف عند حدود العراق، أو سوريا، بل سيبحث عن أرض جديدة يمثل لها تهديدا، وعلى الجميع التعاون لدرء هذا الخطر، فلهذا التنظيم أجندته التي يعمل وفقها.
وأكد سبق أن جذران كثيرا من الأوضاع في سوريا، وشهدنا على ضرورة حل الوضع فيها سلميا حتى لا تتحول سوريا إلى تهديد لدول المنطقة، وتصبح مصدرة لإرهاب سبق أن اكتوت منه العراق، وهو ما يجري الآن، والعراق كان أول المتضررين منه، لكنه لن يكون الوحيد، مالم تتوافق الجهود وتشترك للقضاء على الإرهاب.
وشدد على أن الطائفية في العراق أحد الأدوات البغيضة التي يستخدمها أعداء العراق لتأجيج الوضع فيها.
وأوضح الدباس أن العراقيين لم يكونوا يعرفون شيء في السابق عن الطائفية، وكانوا يعيشون لعقود طويلة في سلام ووئام، إلى أن جاء من يلعب بهذه الورقة ليحقق له مكاسب على حساب أمن العراق واستقراره.
ولم يخل حديث الدباس عن اتهام لتنظيم دولة العراق والشام، داعش، فيما يثار الآن حول الطائفية، ومحاولة تأجيج الأوضاع بين السنة والشيعة في العراق، مؤكدا على أن الشعب العراقي كان يعيش حال وئام وانسجام، والعشائر مختلطة، فلا توجد عشيرة سنية خالصة، ولا شيعية خالصة، وهو ما اعتبره سر عظمة هذا الشعب طالب الحضارة العريقة، والتاريخ التليد.
وأشار الدباس إلى أن هذه المجموعات تحاول وحاولوا كثيرًا تأجيج النزعة الطائفية، فكانت لها محاولات سابقة بائت بالفشل، كمحاولة تفجير ضريحي الإمامين العسكريين، وفشلت حيث لم يستجب العراقيين لها، لتعود من جديد وتبحث عن سبل وطرق أخرى لتأجيج الطائفية.
وفيما يتعلق بفتوى المرجع الديني على السيستاني قال:" حتى فتوى السيستاني، فهي دعوة لجميع العراقيين سنة وشيعة للدفاع عن الأرض، ولتصديها، وقد نالت هذه الدعوة الاستجابة عامة من سنة شيعة، فهم يدركون حقيقة الأوضاع، ويدركون أن العراق وطن واحد يجمع العراقيين".
وحول دخول إيران إلى المشهد الآن وحديثها عن مساعدة العراق، يقول: عندما تحدث هذه الأمور في دولة فإن كل الدول تستشعر الخطر، مثلما استشعرنا الخطر في سوريا وكان لتوجسنا صحة، فكذا الدول المجاورة، عندما تلمس تطورات من هذا النوع، تتأهل وتعلن عزمها المساعدة، وهو أمر تقوم به دول جوار العراق، نحن على ثقة بأن الشعب العراقي بات يتفهم ما يجري ويتصدى لهذه الهجمات ضده، وضد أمنه واستقراره.