رئيس التحرير
عصام كامل

كيفية اختيار القيادات العليا


الأسبوع الماضي، تناولنا التشكيل الوزاري الأخير، والذي كان صادما ولا يتناسب إطلاقا مع ما كان مأمولا في اختيار وزراء أول حكومة في عهد الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي.. فهناك من يرى أن طريقة الاختيار لم تختلف كثيرا عما كان يحدث طوال عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، كنا ننتظر ما هو أفضل؛ خاصة وأن مصر في صراع مع الزمن، وعنصر الوقت ليس في صالحنا..

واليوم الذي لا يتحقق فيه إنجاز يعتبر فشلا، ويصب في مصلحة جماعة الإخوان الإرهابية، هناك من يرى أنه ليس في الإمكان أفضل مما هو كائن، وأن الشخصيات التي تم اختيارها هي أفضل الموجود، وهذا الكلام غير مقنع، فمصر مليئة بمئات، بل آلاف الكفاءات التي تستطيع تحمل المسئولية، ثم إن طريقة الاختيار نفسها لابد وأن تتغير قبل تعيين حركة المحافظين، والقرار الجمهوري الأخير الذي ينظم طريقة اختيار القيادات الجامعية جاء لتصحيح وضع خطأ، أنا شخصيًا في هذا المكان منذ عامين حذرت من انتخاب القيادات الجامعية، وكتبت وقتها أنه سوف يدمر الجامعات وقد كان، فمعظم الأحداث المؤسفة التي شهدتها الجامعات سببها قيادات ضعيفة ذات انتماءات إخوانية.

عودة لكيفية اختيار القيادات.. لابد من اختيار الشخصية التي حققت إنجازات على المستوى المحلي والدولي طوال حياتها الوظيفية، ما المانع من عمل إعلان يتقدم إليه كل من لديه رؤية للنهوض بالقطاع الذي يتحمل مسئوليته حتى ولو كان وزيرا أو محافظًا، وأن يكون لديه برنامج ويتم تعيينه لفترة محددة في نهايتها الحساب، إما بالثواب أو العقاب.. الحاصل الآن كما كان في السابق، المناصب القيادية العليا تمنح كمكافأة نهاية الخدمة أو مجاملة لبعض الهيئات والأصدقاء، والبلد هو الذي يتحمل النتيجة..

أنا شخصيًا، حينما كنت في دورة مديري العموم بمركز إعداد القادة، كان معي كل مديرى العموم على مستوى الجمهورية معظمهم على وشك الإحالة للتقاعد، وتمت ترقيتهم فقط للحصول على معاش مدير عام، أمثال هؤلاء لن يكون لديهم أي رؤية للنهوض بمصالحهم وإداراتهم، هم فقط يريدون الاستمتاع بفرحة المنصب قبل شهور قليلة من تركه، قياسًا على ذلك كل المناصب العليا في الدولة، كما يجب محاسبة أي مسئول قبل ترك خدمته عن مدى نجاحه أو فشله في إعداد أجيال قيادية جديدة تحمل المسئولية من بعده، لأن الوضع السابق والحالي يؤكد أن كل مسئول يبذل قصارى جهده في تدمير كل الكفاءات والنوابغ حتى يضمن الاستمرار في منصبه أكبر وقت ممكن.

لدىّ أمل كبير في أن الرئيس عبدالفتاح السيسي سوف يولى قضية اختيار القيادات العليا اهتمامًا كبيرا، وهذا أفضل ما يمكن أن يقدمه للبلد في بداية حكمه.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية