رئيس التحرير
عصام كامل

رمضان السيسي !


هذا رمضان مختلف! شهر كريم، تمتلئ فيه القلوب بالورع والمحبة، بالعفو وبالترفع، وأكثر ما يجعل رمضان ٢٠١٤، مختلفًا عن رمضانات ٢٠١١، و٢٠١٢، و٢٠١٣، أن المصريين فرحون مستبشرون، مطمئنون، متحررون من الوهم ومن الخيانة ومن الاحتلال الإخواني الجاهلي الهوي في إدارة دولة بحجم مصر، أرادوها مجرد ولاية في فكرة ميتة دفنها التاريخ، اسمها الخلافة.

هو رمضان الحرية والاستقرار والاستبشار، يتهيأ فيه المصريون لتحمل التكاليف الدينية التي أمر بها الله، والتكاليف الوطنية التي يدعونا إليها الوطن، حفظًا لكرامته، وعملا على إصلاح أمراضه المنتشرة، منذ سنوات، ومن المهم ألا نسقط في حفرة من الكسل والعسل، لأن قاع الهاوية ترعي فيه الديدان، وكل من عشق الاستنطاع، سوف يصير طعامًا لسكان الحفر !

هذا رمضان، لنا فيه رئيس عاقل، من بعد رئيس انتقالي عادل حكيم، من بعد رئيس كان موضع تندر، رئيس مسحوب العقل، مسلوب الإرادة، يشاركه في حكم مصر خمسة من الجهلة المتطرفين، هو سادسهم، وأستند في الرقم إلى تصريح ربيبتهم، آن باترسون، سفيرة الشر الأمريكي في القاهرة، ويتوقع المصريون أن يعيشوا أياما من جهاد النفس، في محراب الله، ومحراب الوطن.

وإذا كانت نفوسنا قد طرأت عليها سلسلة من التحولات المخيفة، دفنت تحتها المعدن الذهبي للشخصية المصرية، وبرزت على السطح ألسنة قذرة الألفاظ ووجوه عكرة، عليها كدرة، تسبح بكف وتهتك الأعراض بالكف الآخر؛ فإن علينا أن نبدأ حربًا على الذات لإصلاحها وردها عن فواحشها السياسية والمادية والاجتماعية..

يبدو أننا، مع رمضان السيسي، مستعدون لكسح الوساخات التي مثلت غلافًا للعلاقات الاجتماعية، والإنسانية، وأظن أننا سوف نسترد فضيلة الحياء، وهو شعبة رفيعة من شعب الإيمان، فلا نتفحش في قول أو فعل، ولا نتباهي بفضيحة، سترنا الله، وأبينا إلا أن نتحاكي بأسرار العورات، وأحسب أيضا أننا سننشط مادة الذوق في المعاملات، فلا تكسر على السيارة المجاورة أو المقابلة، ولا تشح بوجهك عن زميلك في العمل، صالحه وكن المبادر بالخير تنل الثواب، ولو خفضنا طبقة الصوت، حين نتناقش، لحصلنا على حوار عاقل، راق، ونتائج ترضي كل الأطراف، وسوف نعرف قيمة خفض ميكرفون الحناجر، حين نري التبسم وطلاقة الوجه يحلان محل الشراسة والعروق النافرة.. لقد أصابت الحناجر المدوية والصرخات المجنونة والوجوه المتشنجة كثيرين منا بأمراض في القلب وفي الأذنين، بل وشملنا اكتئاب عام، تمثل في عبوس وجهامة وتحفز عند أول استفزاز، أو استفسار !

رمضان ٢٠١٤ هو رمضان الخير والعمل والعبادة واستعادة جواهر الشخصية المصرية.. وكل عام، وأنتم مصريون مسلمون. ومسيحيون، ومسالمون متحابون في الله وفي الوطن.

الجريدة الرسمية