درس من سواريز العضاض
حسنًا فعل الاتحاد الدولي لكرة القدم عندما وقع عقوبة مشددة على سواريز العضاض، ليكون عبرة لكل لاعب يفكر في الخروج عن النص، وهنا يظهر الفارق بيننا وبين الآخرين، فلو أن هذه الواقعة حدثت في ملاعبنا ومرتكبها نجم من الأهلي أو الزمالك كنا سنرى العجب العجاب... ستخرج جحافل الإعلام المؤيدة لهذا أو ذاك لتدافع عن النجم حبيب الملايين، وكان اتحاد الكرة الموقر ولجنة المسابقات العبقرية ستتبارى في أن الحكم لم يكتب في تقريره الواقعة، والمراقب لا يراها واللوائح لا تعطينا الحق في الاعتماد على لقطات التليفزيون، وفي النهاية الكل سيكون نسي لأنه لا توجد معايير واضحة...
عبدالظاهر رفع شعار رابعة، تم توقيع أقصى العقاب عليه، ولاعب طلائع الجيش رفع علامة السيسي "اتوقف أقل عدد من المباريات"..لا يختلف أحد على أن سواريز نجم الشباك الأول في أوروجواي، ورغم ذلك الـ«فيفا» لم تأخذه شفقة أو رحمة باللاعب وطبق القانون؛ لذلك الـ«فيفا» أصبح مؤسسة كبيرة ونفس الأمر بالنسبة للاتحادات الكروية في الدول المتقدمة..
ومن هذه النقطة، أذهب إلى كل شيء في حياتنا فأجده يسير بلا ضابط أو رابط لأن القانون غير مفعل، وإذا تم تفعيله يكون على الصغار فقط، أما الكبار فهم فوق القانون واللوائح.. وأتذكر حديث الرسول الكريم في هذه الأيام الإيمانية عندما قال حديثًا فيه تشخيص كامل لكل حالاتنا المرضية؛ حيث قال: «هلك قوم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد»، وقال قولته الشريفة: «والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لأقمت عليها الحد».. صدقت يا رسول الله.. ويا ليتنا نتعلم، وأن تدير الحكومة الأمر بهذا المنطق فالقانون يجب أن يطبق على الجميع سواسية ولا فرق بين قوي وضعيف.. يجب أن تختفي من الوجود كلمة (إنت عارف أبقى مين) وقتها سنعرف أننا في الطريق الصحيح.
جميل جدا أن يكون رئيس الجمهورية هو البادئ بنفسه بالتنازل عن نصف راتبه لصالح مصر، ولكن كنت أظن أن تأخذ حكومة المهندس إبراهيم محلب الأمر بمحمل الجد وأن تصدر قانونًا بالحد الأدنى للرواتب شريطة أن تكون هناك عدالة في التوزيع، بمعني أن الشاب الذي يعمل في أي مكان يتساوي مع أقرانه الذين يعملون في البنوك والبترول والكهرباء.. يا سيادة الرئيس،، نحتاج قرارات على أرض الواقع تنفذ مطالب الثوار في حلمهم بالعدالة الاجتماعية.