وساطة مصرية بين حماس وإسرائيل لوقف العدوان على الضفة الغربية وغزة.. عبد العزيز الحسيني: توسط مصر لدى تل أبيب لا يليق بمكانتها.. جمال زهران: القاهرة تحمي «القطاع» من حرب تتورط فيها حركة حماس
اشتعال الأوضاع في فلسطين، وتزايد هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي على الضفة الغربية وقطاع غزة، أدى لخروج الوساطة المصرية إلى النور لمنع شبح الحرب عن القطاع المحاصر، بعد اختطاف ثلاثة مستوطنين إسرائيليين تم العثور على جثتهم في وقت لاحق، أعقبه حملة اعتقالات طالت أغلب المفرج عنهم بموجب صفقة تبادل جلعاد شاليط، بالإضافة إلى العثور على جثة فتى فلسطيني محترقة في القدس الشرقية ردًا على مقتل المستوطنين، في الوقت الذي سقطت فيه عشرات الصواريخ على جنوب إسرائيل بينما رد جيش الاحتلال بغارات طالت القطاع الذي يعيش مأساة إنسانية بسبب الحصار.
وساطة مصرية
الوساطة كشفت عنها هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» نقلًا عن مصدر بحركة المقاومة الإسلامية «حماس» أن الحركة مستعدة لوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل مقابل وقف جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته على قطاع غزة.
ونقلت «بي بي سي» عن المصدر أن مسئولين في جهاز المخابرات المصرية توسطوا بين الطرفين لإبرام اتفاق هدنة، موضحة أن هناك اتصالات مكثفة بين الحركة ومسئولين مصريين نجحت في التوصل إلى الهدنة، وأن الإعلان عن الهدنة سيتم خلال ساعات.
ورصدت الإذاعة البريطانية تخفيف وتيرة إطلاق الصواريخ من القطاع، بالإضافة إلى توقف الغارات الإسرائيلية.
مصر طرف في القضية وليس وسيطا
من جانبه، قال القيادي بحزب «الكرامة»، عبد العزيز الحسيني، إنه من المفترض أن الدور المصري في القضية الفلسطينية هو دور ترجيح وليس وساطة، مشيرًا إلى أن مصر لابد أن ترجح كفة الجانب الفلسطيني لا أن تساوي بين المعتدى عليه والمعتدي.
وأضاف «الحسيني»، أن القضية الفلسطينية من الأدوار الرئيسية لسياسة مصر الخارجية، مطالبًا القيادة المصرية بالانحياز الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني والوقوف بجانبه بغض النظر عن أخطاء حركة «حماس» في حق الشعب المصري، لأن القضية هنا ليست «حماس» أو «فتح» وانما قضية فلسطين، على أن يقوم بدور الوساطة طرف آخر من الممكن أن يكون غير عربي.
وشدد «الحسيني» على أنه لا يرى أي تغير في السياسة المصرية تجاه القضية الفلسطينية منذ عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وما يحدث هو تمسك شديد باتفاقية السلام ومعاهدة كامب ديفيد، ومنع الحديث عن إلغائها أو حتى تعديلها، وفتح قنوات بين
القاهرة وتل أبيب.
يذكر أن هذه الوساطة ليست الأولى بعد ثورة 25 يناير، فقد سبقها وساطة مصرية في عهد المجلس العسكري أسفرت عن صفقة تبادل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل 1500 أسير فلسطيني.
القاهرة الطرف الرئيسي في القضية
ويري الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، البرلماني السابق، إن الوساطة المصرية الأخيرة تؤكد أن مصر ستكون الطرف الرئيسي في القضية الفلسطينية.
وأضاف« زهران»، أن الوساطة المصرية شيء عادي في هذا التوقيت، مؤكدًا أن مصر لن تسمح بمزاحمة أن جهة لها على دورها في المنطقة، مشددًا أن مصر تتدخل من أجل الشعب الفلسطيني في غزة لمحاولة حمايته مما ستجره عليها تصرفات حماس.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن التدخل المصري في القضية لا يعطي أي شرعية لحركة «حماس» وأخطائها في حق الشعب المصري.