دعوة وزير الأوقاف لإنشاء "هيئة الأمر بالمعروف" تثير الجدل والغضب.. "عبدالعزيز": "عفيفى" يتخبط فى قراراته.. "عبدالمقصود": المجتمع غير مهيأ لهذه الأفكار.. "البسطويسى": الوزير يكشر عن أنيابه السلفية

لم تجد الدعوة التى أطلقها الدكتور طلعت عفيفى وزير الأوقاف، بإنشاء هيئة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، صدى لدى علماء وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، ولعل الفكرة استهجنت من قبل بعد محالة هشام العشرى، مؤسس هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، باعتباره ليس وصيا على الشعب ولا يمثل كلمة الحق على الأرض.

من جانبه، قال الشيخ فؤاد عبدالعظيم، مستشار وزير الأوقاف الأسبق، إن الدكتور طلعت عفيفى وزير الأوقاف يتخبط فى قراراته، وإنه ليس من حقه تشكيل هيئة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر؛ لأنه يجب على كل فرد أن ينهى نفسه عن الشر.

وأضاف: "إن مثل هذه الأحاديث تنشر الفتنة فى البلاد، غير إننا لسنا بحاجة لمثل هذه الجماعة؛ لأن لدينا 120 ألف مسجد تابع لوزارة الأوقاف، ولدينا مؤسسة الأزهر الشريف، والتى تعمل على نشر صحيح ووسطية الإسلام فى ظل انتشار للجماعات التكفيرية".

فيما وصف الدكتور محمد عبدالمقصود، أمام وخطيب مسجد الإمام الحسين، تصريحات الدكتور طلعت عفيفى وزير الأوقاف عن إقامة هيئة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بــ"الكلام الصغير".

وقال عبد المقصود، إن الأصل فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وهو أن ينهى الفرد نفسه عن المعاصى، وأن النهى باليد لا يكون بالقتل، ولكن منعه من ارتكاب المعاصى بالرفق واللين، مؤكدا أن المجتمع غير مهيأ من الناحية الإيمانية، وللتعاون مع مثل هذه الأفكار.

ومن ناحيته، استنكر الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، الدعوة التى أطلقها الدكتور طلعت عفيفى، وزير الأوقاف، بإقامة هيئة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، معربا عن خشيته من استخدام المؤسسات الدينية لخدمة فصائل سياسية.

وتابع: "إقامة هيئة مثل هيئة الأمر بالمعروف تعتبر مخالفة للشريعة الإسلامية، نظرا لاختلاف الرؤى بين العلماء".

وأضاف: "إذا أقيمت هذه الهيئة بعد موافقة الشعب عليها، فإنها سوف تتبع مؤسسة الأزهر، وليس وزارة الأوقاف، ولعل الفترة الماضية شهدت مطالبات بإنشاء مؤسسة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر برئاسة هشام العشرى".

وعلق الشيخ محمد البسطويسى، نقيب الدعاة ورئيس النقابة المستقلة للدعاة والأئمة، على مطالبة الدكتور طلعت عفيفى وزير الأوقاف، بإنشاء هيئة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، أنه "يكشر عن أنيابه السلفية".

وأشار إلى أن "عفيفى" يحاول إنتاج نظام سلفى متشدد، مؤكدا أن أئمة ودعاة الأوقاف يرفضون فكرة تطبيق الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر؛ لأن الهدف منها سيكون سياسيا وليس دينيا، ويعمل على خدمة الفصيل الحاكم، ومجابهة التظاهرات الرافضة لسياساته.