موائد إفطار قبطية في رمضان.. القمص صليب متى ساويرس يقيم المائدة «٤٦» رمضان الجارى.. البابا شنودة صاحب فكرة انتشار موائد الإفطار في كنائس مصر.. "جريش": الكاثوليك يترقبون هلال رمضان
في واحدة من أبرز مظاهر الوحدة الوطنية في مصر، تحرص عدد من الجهات القبطية على إقامة موائد الإفطار للصائمين، كما يرى رجال الكنيسة أن رمضان شهر يجمع بين المسلمين والمسيحيين بروحانيته وأجوائه الطيبة.
القمص صليب متى ساويرس، كاهن كنيسة مار جرجس بشبرا يقول لـ«فيتو»: إن شهر رمضان هذا العام يوافق صيام «الرُسل» عند الأرثوذكس، ما يعنى أن المسلمين والمسيحيين يصومون معا عددا من الأيام.
ساويرس يؤكد أن المسيحيين يحافظون على مشاعر إخوتهم المسلمين ويحرصون على عدم تناول الطعام والشراب أمامهم في نهار رمضان، مشيرًا إلى أننا في مصر- مسلمين ومسيحيين- صيامنا وأعيادنا واحدة، وفكرنا واحد لأننا نعبد إلها واحدا.
وأوضح أن الكنيسة المصرية تحرص على إقامة موائد رمضانية، تجمع المسلمين مع المسيحيين في شهر رمضان، لافتا إلى أنه صاحب هذه الفكرة حيث بدأها عام 1969، وقال لـ«فيتو»: « أقيم الموائد الرمضانية في رمضان لإخوتنا المسلمين منذ 45 عامًا، وهذا العام سيتم إقامة المائدة 46.
وقال القمص ساويرس: إنه منذ أن تولى المسئولية بجمعية السلام في شبرا عام 1969، حرص على إقامة حفل إفطار رمضانى وكانت أول مأدبة تقيمها جمعية مسيحية للأخوة المسلمين في مصر، مضيفا أنه يعود للبابا شنودة الثالث الفضل في نشر الفكرة وتعميمها في كنائس مصر التي تبلغ 300 كنيسة كما تم نشرها أيضًا في عدد من الكنائس بالخارج، حتى وصلت للبيت الأبيض الذي يقيم مأدبة إفطار رمضانية.
وهنأ القمص ساويرس المسلمين بشهر رمضان، مؤكدًا أن المصريين مسلمين ومسيحيين سيظلون نسيجا واحدا لن تؤثر فيه بعض الأزمات الطارئة أو المفتعلة.
من جانبه.. قال الأب رفيق جريش، كاهن رعية القديس كيرلس للروم الكاثوليك بمصر الجديدة لـ"فيتو": إننا نشعر بأن شهر رمضان هو شهر كل المصريين- مسلمين ومسيحيين-، فنحن ننتظره ونترقب هلاله مثل المسلمين، لأنه يتميز بمناخ من الفرحة والروحانية ومن المحبة بين الجميع.
وأكد الأب جريش أن المسيحيين أنفسهم يتم دعوتهم على موائد الإفطار مع إخوانهم المسلمين، ويسود الجو العائلى بين الجميع، قائلًا: إننا لا نعتبر شهر رمضان للمسلمين، لكننا نعتبره للمسلمين والمسيحيين معًا».
وعن إقامة الكنيسة الكاثوليكية للموائد الرمضانية للمسلمين قال الأب جريش إن جمعية الإخاء الدينى أو العدالة والسلام، تحرص منذ فترة طويلة على تنظيم حفلات رمضانية، يحضرها مسلمون ومسيحيون، ولم تتوقف هذه العادة إلا في ظل حكم الإخوان الإرهابيين لمصر.
أما عن إقامة الموائد الرمضانية في الكنيسة الكاثوليكية فقال الأب جريش إن عددا من الجهات القبطية مثل: جمعية الإخاء الدينى التي تقيم الموائد الرمضانية منذ أوائل السبعينات، وجمعية العدالة والسلام التي بدأتها في حقبة في الثمانينات، حيث كان يدعى على المائدة شيخ المنطقة، وفى العام الماضى أقامت الكنائس الثلاث في مصر الجديدة- الأرثوذكس والكاثوليك والإنجيليين- مائدة إفطار طوال شهر رمضان.
وأكد الأب جريش أن مائدة الإفطار ستقام هذا العام، قائلًا:"سنعود لطبيعتنا" وستقام المائدة في الكنائس وسيتم دعوة المسلمين والمسيحيين عليها، مشيرًا إلى أن المسيحيين الكاثوليك يصومون حاليًا صيام «الرسل» والذي سينتهى أثناء شهر رمضان.
وتمنى الأب جريش أن يسود في رمضان هذا العام، أجواء من التفاؤل والسعادة ترسم صورة مشرقة للمستقبل الذي ينبغى أن يكون.