افعلها يا محلب فالأدب فضلوه على الدراما!!
إن كنت يا معالي رئيس وزراء مصر ترى أن مصر هكذا كما تراها ونراها ويراها العالم على الشاشة " الدرامية " التليفزيونية فلا تدخل وتابع وشاهد معنا كل هذا الابتذال إلى آخره!
وإن كنت - يا معالي رئيس الوزراء - ترى أن مصر بها كل هذا القرف والعفن والسخف والضجيج ولا شيء غيره فلا تدخل وتابع معنا كل ما نظن - وبعض الظن إثم - أنه قرف وعفن وسخف وضجيج.
وإن كنت ترى أن مصر ليست إلا - نكرر، ليست إلا - مواخير وجنس وخمر ومخدرات وخيانة ولصوصية وسفالة وانحطاط وشذوذ ونصب وعبث وفوضى وقلة أدب فلا تتدخل، ولتكن مصر إذن ليست إلا ما سبق!
وإن كنت ترى أن الأعمال الدرامية تتناول هذه الموضوعات لفضحها ومهاجمتها لكن لا تؤمن مثلنا أن الفرق كبير بين شاشة السينما ويذهب إليها الناس بإرادتهم المطلقة الحرة مسبوقة أو مشفوعة باحتياطات كبيره تمنع كل هذا العك عن الأطفال ويمنع عنهم تساؤلات كبيرة في سن صغيرة وتمنع الحرج والخجل في جلسات العائلة المصرية، فلا تفعل شيئا ودع الأمر مما هو!
وإن كنت لا ترى مثلنا أن اجتماع كل هذه الأعمال في وقت واحد في شهر واحد لا يمثل عبئا أخلاقيا ومعنويا علينا وعلى أبناء مصر في الخارج فلا تفعل شيئا واترك الأمر كما هو!
وان كنت ترى أن ما مررته الرقابة بكل ما فيه من مرارة لا شيء عليه ولا حرج فيه وأنه منطقي جدًا ولا مخالفات فيه ولا تجاوز فلا تفعل شيئا ولا تتدخل بأي طريقة ممكنة حتى لو كانت شكلية تقول للعالم إن رئيس حكومة مصر أمين على شعبها وسمعته وفنه، وإنه نيابة عن الجميع أعلنها عالية مدوية: نحن لسنا كذلك !
افعلها يا معالي رئيس الوزراء، فالناس قرفانة ويكفي أنها لم تجد قدوة واحدة في الأعمال كلها أو أغلبها ولم تجد إلا إسرافا وإنفاقا باهظين وصراعا اجتماعيا رهيبا! افعلها حتى تكون سابقة هي الأولى وربما يصل الدرس للجميع فتكون الأخيرة ويتوقف كل هذا الإسفاف الذي نراه، وتراه، ويراه العالم!
