رئيس التحرير
عصام كامل

الحجرات السرية لتصحيح أوراق الثانوية العامة.. تفاصيل رحلة إجابات الطلاب من اللجنة حتى إعلان النتيجة.. الشرطة تؤمن نقل الأوراق والسر في "الزمبيل".. "العينة العشوائية" لبحث شكاوى صعوبة الامتحان

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تنتهي امتحانات الثانوية العامة بالنسبة للطلاب بانتهاء الزمن المحدد للإجابة؛ ولكن بالنسبة للقائمين على الامتحانات، فانتهاء الزمن المخصص للإجابة في لجان سير الامتحانات يعني نهاية المرحلة الأسهل من ناحية الجهد، وبداية المرحلة الأكثر شقاء مع بداية رحلة تصحيح أوراق الإجابة.


عقب خروج الطلاب من داخل لجان سير الامتحان، تسلم أوراق الإجابة بعد وضعها في أغلفة خاصة تسمى أغلفة الإجابة إلى مراقب الدور، ويقوم مراقبو الأدوار بتجميع كافة أوراق اللجنة عند مراقب الكنترول، ولكل لجنة من لجان سير الامتحان وعددها 1446 لجنة على مستوى الجمهورية، بخلاف لجان السجون العامة والمستشفيات، مراقب كنترول ويعاونه ثلاثة أعضاء، وهم يجمعون أوراق إجابات الطلاب باللجنة، ويضعون كل 50 ورقة إجابة في ظرف. ووفقا لرئيس عام امتحانات الثانوية العامة، محمد سعد فإن الأوراق في تلك المرحلة يتم ترتيبها بتسلسل وفقا لأرقام الجلوس.

وتابع سعد: بعدها توضع الأوراق في مظاريف ورقية وتختم بخاتم اللجنة ويعتمد كل ظرف بتوقيع مراقب الكنترول والمراقب الأول، ورئيس اللجنة، وتوضع كل الأظرف الورقية داخل أكياس من القماش، الواحد منها يعرف في أوساط العاملين بالثانوية العامة بـ"الزنبيل"، وترصص تلك الأكياس بمفهوم العاملين في الامتحانات، أي يتم تشميعها وإغلاقها باستخدام مادة الرصاص، ثم تخرج من لجان السير في حراسة قوات الشرطة وعضوية أعضاء من مركز توزيع الأسئلة وتجميع أوراق الإجابات، وهناك يتم تجميع أوراق الإجابة، في نحو 75 مركزا لتجميع أوراق الإجابة على مستوى الجمهورية.

ويتم تسليم الأوراق إلى تلك المراكز تحت إشراف رئيس مركز تجميع أوراق الإجابة، وهناك يتم مراجعة كافة الأوراق قبل أن تنقل إلى لجان النظام والمراقبة، وفي لجنة النظام والمراقبة هناك لجنة خاصة لتسليم وتسلم أوراق الإجابة، وتختص تلك اللجنة بتسلم أوراق الإجابة القادمة من لجان سير الامتحان ومراجعتها لجنة تلو الأخرى، وفي هذه المرحلة يتم فتح الأظرف لمراجعة أوراق الإجابة على كشوف المناداة والتأكد من صحة العدد، ووجود ورقة لكل طالب مسجل ضمن كشوف الحضور في اللجنة، وفي حالة وجود ما يخالف ذلك يتم تحرير محضر إثبات حالة بالواقعة، وفي تلك المرحلة أيضا يعمد من يتسلمون الأوراق إلى عد كل ورقة إجابة بمفردها، وكل ورقة إجابة تتكون من عدد محدد من الصفحات، وفي حالة وجود ورقة بها عدد أقل أو أزيد من الرقم المحدد يتم تحرير محضر إثبات حالة بالورقة وتحويلها إلى لجنة خاصة، وفي هذه المرحلة أيضا يتم التأكد من أسماء الطلاب وأرقام جلوسهم وفقا لما هو موجود بكشوف المناداة.

وعقب الانتهاء من مراجعة الأوراق توجه إجابات الطلاب إلى ما يعرف بالحجرات السرية، وفي كل حجرة من تلك الحجرات تقسم أوراق الإجابة من جديد، وفقا لحروف رمزية يعرفها المسئولون عن الحجرة، وتسمى تلك المرحلة بمرحلة  "الترشيق" وفيها توضع كل (100) ورقة إجابة في قالب واحد، أو في مكان مخصص لها وفقا للحروف الرمزية.

وفي هذه المرحلة أيضا يتم نزع التكت الذي يحمل اسم الطالب ورقم جلوسه، والمعروف في أوساط الكنترولات باسم "السلبس"، وتحصل كل ورقة على رقم سري بحيث لا يعرف مقدرو الدرجات في المرحلة التالية ورقة أي طالب، ويتم التصحيح على تلك الأرقام السرية، وكل هذا في نفس التوقيت ودون تأخير، بحيث أنه لا يمكن تأخير جزء من الأوراق إلى اليوم التالي بأي حال من الأحوال.

بعد هذه المرحلة، وداخل الحجرات السرية تراجع أوراق الإجابة مرة أخرى بمنتهى الدقة، ويقوم بالمرجعة هذه المرة أعضاء الحجرات السرية، وتوضع أوراق الإجابة في دواليب خاصة، وكل دولاب يوضع فيه أوراق 300 أو 400 طالب، وذلك بحسب سعة الدولاب، وتتراوح سعة الحجرة بين 10 إلى 12 دولابا، وفي تلك المرحلة تجهز الأوراق في مظاريف خاصة لبدء عملية التصحيح وتقدير الدرجات.

وتحول الأوراق إلى حجرات الرصد، وهناك تبدأ عملية تقدير الدرجات وفقا لإجابات الطلاب، ويقوم على تقدير الدرجات مجموعة من المعلمين يطلق عليهم مقدرو الدرجات، وينتدب إلى عملية تقدير إجابات طلاب الثانوية العامة فئات محددة تشمل مستشاري المواد، والموجهون العموم، والموجهون الأوائل، وموجهو المرحلة الثانوية، وتوجيه المرحلة الإعدادية المنتدبين للعمل بالمرحلة الثانوية، والوكلاء بجدول والمدرسين الأوائل بالمرحلة والمدرسون، والمدرسون الذين يقومون بالتدريس للصفين الثاني والثالث الثانوي ومدرسو الدبلومات للتعليم الفني كل في تخصصه.

ويشرف على مقدري الدرجات عدد من المشرفين، وهؤلاء المشرفون يعملون تحت قيادة المشرف العام على التقدير لكل مادة، ويجتمع مشرفو التقدير مع مستشار المادة في اليوم الذي يسبق بدء عملية تقدير الدرجات لمناقشة نموذج الإجابة والاستقرار على الوضع النهائي للنموذج وتوزيع الدرجات، وفي حالة وجود شكاوى من صعوبة الامتحان في بعض أجزائه يقوم مستشار المادة بتصحيح عينة تسمى عينة أولية ويكون الغرض منها معرفة صحة الشكاوى وكيف أجاب الطلاب على الجزئيات التي وردت فيها الشكاوى، وإذا كانت أغلب الإجابات سلبية يتم إعادة توزيع درجات تلك الأسئلة على الأسئلة الأخرى، وتصحح عينة عشوائية في كل مادة تعلن نتائجها كمؤشر على نسب النجاح والرسوب في المادة وتستكمل بعدها عملية تصحيح باقي أوراق الإجابة.

ويصحح كل عضو من مقدري الدرجات نحو 16 ورقة إجابة يوميا، ولكل سؤال يكون هناك عضو واحد مسئول عن تصحيحه، وتقدير درجاته، وعضو آخر مسئول عن مراجعته وفقا لنموذج الإجابة الموضوع ولابد أن تقدر كل جزئية أجاب عنها الطالب، وعضوان مسئولان عن مراجعة الورقة بعد تقدير درجات كافة الإجابات، وتنقل الدرجات إلى صفحة "المراية" ويتم مراجعتها مرة أخرى، ويستخدم مقدر الدرجات قلما أحمر عن التصحيح، ويستخدم المراجع قلما أزرق عند المراجعة.

وبعد الانتهاء من هذه المرحلة، تذهب الأوراق إلى لجان الإدارة وهناك تراجع الدرجات مرة أخرى، ولكن هذه المرة تراجع إداريا، بحيث يتم إعادة احتساب الدرجات، ويكون ذلك من خلال إعادة جمع الجزئيات وإعادة جمع الدرجات وإعادة جمع المراية، وتنقل درجات كل ورقة في "شيت" الدرجات وفقا للأرقام السرية، وبعد الانتهاء من تقدير كافة المواد يتم تجميع درجات كل طالب وفقا للأرقام السرية، ثم يتم رد الأرقام السرية إلى أصولها الخاصة بأسماء الطلاب وأرقام جلوسهم، ويتم تخريج أوائل الثانوية العامة، ثم يتم بعدها حساب الدرجات ونسب النجاح، وإعداد دراسة إحصائية عن شرائح الطلاب ونسب الإجابة في كل مادة، وتعلن بعدها نتائج الثانوية العامة.
الجريدة الرسمية