رئيس التحرير
عصام كامل

"كردستان" الفائز الوحيد من مخطط تقسيم العراق.. الإقليم مستقل منذ سقوط صدام حسين.. إعلان قيام الدولة إذا استمرت أعمال العنف.. تتمتع باقتصاد قوي وجيش منظم.. احتياطي نفطي يبلغ 38 مليار برميل

كردستان
كردستان

في الوقت التي تمزق فيها الصراعات الطائفية بين السنة والشيعة دولة العراق، ويحاول تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش الاستيلاء على مدن كبيرة داخل بلاد الرافدين أبرزها الموصل، يخرج إقليم كردستان فائزا من تلك الصراعات، خاصة بعد إعلانهم الاستقلال عن العراق وإعلان قيام دولة رسميا لها حكومة مستقلة.

واستغل الأكراد الاضطرابات الأخيرة في العراق لتوسعة منطقتهم شبه المستقلة في شمال البلاد لتشمل كركوك التي تجلس على احتياطيات هائلة من النفط.

واستقلال كردستان عن العراق ليس بأمر جديد، حيث يحظى الإقليم باستقلالية بعد غزو الولايات المتحدة الأمريكية لبغداد في مارس 2003.

واليوم يعود الأكراد في شمال العراق إلى دائرة الضوء مجددًا مع تصاعد وتيرة أعمال العنف والتي زادت من الأحاديث عن إمكانية استقلالهم بشكل كامل عن البلاد، في الوقت الذي تعتبر المناطق التي يسيطرون عليها في الشمال الأغنى والأكثر ثراء بسبب الثروات النفطية التي تحتوي عليها.

وكانت المناطق الكردية في العراق شهدت ازدهارًا ملموسًا خلال السنوات القليلة الماضية بفضل حالة الاستقرار التي سادت فيها أكثر من المناطق الأخرى، وهو ما مكن الحكومة المحلية في الإقليم لاحقًا من تصدير النفط دون إذن الحكومة المركزية في بغداد، في واحد من أقوى المؤشرات على رغبة الأكراد بالاستقلال عن العراق.

ولدى العراق ثروة نفطية كبيرة يتركز جزء كبير منها في المناطق الكردية بالشمال، حيث يحتل العراق المركز الثاني في منظمة "أوبك" لأكبر مصدري النفط، إذ تمكن بداية العام الحالي 2014 من رفع قدراته التصديرية إلى أكثر من 2.5 مليون برميل يوميًا.

استفتاء على الاستقلال
أعرب رئيس إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي مسعود بارزاني في حديث مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن رغبته في إجراء استفتاء حول استقلال الإقليم في غضون بضعة أشهر.

قال رئيس إقليم كردستان العراق في حوار مع قناة بي بي سي البريطانية إن إقامة دولة مستقلة للأكراد هي "حق طبيعي" مشيرا إلى أن العراق بات مقسما بالفعل. ومنذ هجومهم الذي بدأ في التاسع من يونيو، أعلن الجهاديون إقامة "الخلافة الإسلامية" على بعض الأراضي العراقية والسورية.

وقال مسعود بارزاني إن العراق "مقسم فعلا. فهل يتعين علينا أن نبقى في هذا الوضع المأساوي الذي يعيشه البلد؟". وأضاف "سننظم استفتاء في كردستان، سنحترم وسنلتزم بقرار شعبنا. نأمل في أن يتصرف الآخرون بهذه الطريقة".

وبشأن موعد تنظيم مثل هذا الاستفتاء حول استقلال كردستان، أجاب أنه لا يمكنه "تحديد موعد الآن"، مؤكدا أنها "مسألة أشهر". ومع ذلك نوه بارزاني إلى الدور الذي يلعبه الأكراد في الدفع بالحل السياسي للأزمة التي يعيشها العراق.

ويقول مسئولون أكراد إن تقدم تنظيم الدولة الإسلامية غير العراق بما يتطلب إعادة التفاوض على الاتفاق المعمول به منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003 وينص على أن يحصلوا على الحكم الذاتي على أن يظل الإقليم داخل العراق مقابل نسبة ثابتة من مجمل عائدات النفط، حيث سهل من مطالبات الاستقلال بعدما أكد رئيس إقليم كردستان الأسبوع الماضي أن سيطرة الأكراد على كركوك ومناطق أخرى متنازع عليها مع بغداد أمر نهائي بعدما اعتبر أن المادة 140 من الدستور الخاصة بهذه المناطق "لم يبق لها وجود". 

دولة نفطية كبيرة
ويرى كثير من المراقبين أنه في حالة استقلال كردستان عن العراق ستصبح من كبريات الدول إنتاجا للنفط، ولدى إقليم كردستان في شمالي العراق ثروة نفطية كبيرة ومغرية، حيث قالت وزارة الموارد الطبيعية في كردستان قبل شهور إن لدى الإقليم احتياطيات نفطية تبلغ 45 مليار برميل، فيما تقول بعض المصادر المستقلة إن هذا الرقم يشمل النفط الموجود في بعض المناطق المتنازع عليها أيضًا والتي لا تزال خارج سيطرة الأكراد.

وتتحدث أكثر التقديرات تحفظًا عن وجود احتياطي نفطي لدى الأكراد يبلغ 38 مليار برميل، وهي كمية معتبرة من النفط يمكن أن تجعل منه دولة غنية ولاعبًا مهمًا في أسواق النفط العالمية لسنوات طويلة مقبلة.

ويتوقع الكثير من المحللين أن تصبح كردستان واحدة من الدول النفطية الغنية بالمنطقة في حال استقلالها عن العراق، خاصة أنها ذات تعداد سكاني متواضع ومساحة محدودة.

الجريدة الرسمية