رئيس التحرير
عصام كامل

قرى الظهير الصحراوي في أسيوط تتحول إلى «خرابات».. الشباب يهجرون المنازل الجديدة.. بوار مئات الأفدنة الزراعية وإهدار ملايين الجنيهات.. مياه الصرف الصحي تغرق قرية الزرابي.. سرقة التيار الكهربا

فيتو

أُنشئ عام 2007 مشروع قرى الظهير الصحراوي بمحافظة أسيوط بإقامة قريتين بالصحراء هما قرية دشلوط الجديدة بمدينة ديروط شمال محافظة أسيوط وقرية مير الجديدة بمدينة القوصية.
 

كما أقيمت قرية الزرابي الجديدة بمدينة أبوتيج بهدف إنشاء تكتل عمراني جديد وتوفير فرص عمل لشباب الخريجين من أبناء محافظة أسيوط.
عدم توافر المياه الجوفية.

أنشئت قرية دشلوط الجديدة على بعد 7 كيلومترات من قرية دشلوط كإحدى قرى الضهير الصحراوي بمحافظة أسيوط على مساحة 200 فدان بتكلفة 26 مليون جنيه وتشمل وحدات سكنية ومحطة مرشحة لمياه الشرب ومدرسة و3 ملاعب مفتوحة ووحدة بريد وسنترال ووحدة صحية ومخبز للقرية ومسجد.

وفي عام 2008 تم توزيع 10 منازل لشباب القرية بمساحة 100 متر للمنزل الريفي دور أرضي وثم تلاها في عام 2009 توزيع 90 منزل، وتم أفتتاح القرية للأهالي مع وعد شاب القرية بتسليمهم أراضٍ لزراعتها بمساحة 3 أفدنة لكل شاب لزراعتها وأُهمل المشروع، وأصبح «خرابة» بسبب الحجة المعلنة من قبل المسئولين عن مشروع قرى الضهير الصحراوي وهي عدم توافر مياه جوفية لري الأراضي المزمع توزيعها على الشباب، وبالتالي لم يتم عمل محطة رفع مياه من النيل لتغذية المحطة المرشحة لمياه الشرب بالقرية وأصبحت المدرسة غير مستغلة وتحولت الملاعب إلى خرابات تعرضت للسرقة والنهب، على الرغم من تعيين غفراء للحراسة.

وقرية دشلوط الجديدة معين لها رئيس قرية وموظف، ويحصل رئيس قرية دشلوط الجديدة على راتب وحافز عادي وحافز مميز المخصص لرؤساء الوحدات المحلية ولكنة يجلس بالوحدة المحلية لقرية دشلوط بحجة عدم توافر وسيلة مواصلات وأن القرية خاوية من البشر.

فشل مشروع الخزان
فيما قال مصدر مطلع داخل محافظة أسيوط، إنه لابد من محاسبة القائمين على إنشاء قرية دشلوط الجديدة لأنه بعد بناء المساكن والمدرسة والوحدة الصحية والمخبز والمسجد ووحدة البريد، قاموا بإنشاء محطة مياه الشرب شرقي القرية وعلي بعد 7 كيلومترا من القرية ومدوا لها مواسير لرفع مياه من النيل لمسافة 7 كيلومترات دون عمل خزان يستقبل المياه من محطة الرفع وتركوا المياه تضخ في المواسير، وبالتالي فشلت التجربة، مما يعد إهدار للمال العام، موضحًا «كان الأولى عمل محطة مياه الشرب داخل القرية ذاتها والآن أنشأوا خزان حديد بسعة 60 مترا مكعبا لتخزين المياه المرفوعة وثم ضخها إلى محطة الشرب.

وأكد المصدر أنه لا توجد أراضي لتوزيعها لشباب الخريجين بتلك القرية وبالتالي فإن مشروع قرية دشلوط الجديدة فشل وفرغ من مضمونه.

مياه الصرف الصحي تغرق القرى
قرية الزرابي الجديدة أنشأت غربي قرية الزرابي بمدينة أبوتيج والتي تقع تحت سفح الجبل الغربي ضمن مشروع قرى الظهير الصحراوي بإنشاء 6 عمارات سكنية بمعدل 72 شقة سكنية ومحطة معالجة مياه الصرف وإنشاء غابات شجرية بالقرية ومصنع أخشاب لتوفير 600 فرصة عمل للخريجين من قاطني قرية الزرابي الجديدة وقرية الزرابي، وفي عام 2009 تم الانتهاء من إنشاء محطة المعالجة بتكلفة 250 مليون جنيه وبدأت زراعة 100 فدان غابات تروي بمياه الصرف المعالجة داخل المحطة وافتتحها جمال مبارك عند زيارته لأسيوط نهاية عام 2009 عام وبعد ذلك أهمل المشروع ولم يتم بناء مصنع للأخشاب وتهدمت أحواض المحطة وأصبحت تضخ مياه الصرف في الحفر والمخرات الكبيرة بدلا من زراعة الغابات حتى وصلت مياه الصرف لتغرق مساكن القرية وتوقفت زراعة غابات الأخشاب.

قرية مير الجديدة أقيمت على بعد 4 كيلومترات من قرية مير كظهير صحراوي للقرية القديمة بمدينة القوصية على مساحة 500 فدان، وكان ذلك منذ خمس سنوات على أن تسلم الدولة 100 من شباب الخريجين منزلا ريفيا صغيرا كامل المرافق ومساحة 3 أفدنة كي يزرعها الشباب ويزود المكان بوحدة صحية ومدرسة ومسجد ومخبز وملعب وبالفعل منذ4 سنوات انتهى التعمير من إنشاء الآبار وتوصيل الكهرباء وتم تسليم 100 منزل لـ 100 خريج، وكان ذلك في عام 2010.

بعد مرور أكثر من 3 سنوات على تسلم المنازل شكل محافظ أسيوط لجنة للإشراف على إجراءات توزيع 3 أفدنة على كل خريج، وبعد الانتهاء من زراعتها فوجئ الخريجون بقطع الكهرباء عن الآبار المنشأة لري الأرض وعددها 4 آبار بحجة أن البئر غير مرخصة.

وبعد تدخل محافظ أسيوط السابق اللواء السيد البرعي، أوصلت شركة الكهرباء التيار ثم قطعته مرة أخرى رغم أن خط المياه الرئيسي تكلف 600 ألف جنيه، ودفعها شباب الخريجين بواقع 6 آلاف جنيه لكل منزل لتوصيل المياه من الآبار وحتى قطع الأراضي الزراعية، كما يدفع الخريجون قسطًا شهريًا يقدر بنحو 150 جنيهًا دون أي إنتاج أو دخل وماتت الزراعات وأصبحت المنازل مهجورة وتحولت إلى «خرابات» تعرضت للسرقة، وتمت سرقة عداد كهرباء القرية منذ عدة شهور فعين مجلس مدينة القوصية 8 من الغفراء لحراسة القرية دون تسليحهم.
الجريدة الرسمية