سباق بين البدو للفوز بإقراء الضيف
يشتهر البدو من أبناء شبه جزيرة سيناء بالكرم شأنهم في ذلك شأن باقي أهل البادية، ويزداد الكرم مع أيام شهر رمضان الكريم، فالكل يتسابق لإقراء "إطعام" الضيف إذا حل بمجالس البدو ومقاعدهم.
وتصل المنافسة أحيانًا إلى حد المشاجرة الكلامية للفوز بإقراء الضيف، حيث تصل الأمور بهم إلى اللجوء إلى "قاضي المجلس" وهو آخر شخص قام بإقراء الضيف السابق للاحتكام لمن يقوم بإقراء الضيف.
فإذا حل بمجلسهم ضيف يقدمون إليه القهوة واللبن أولًا ثم يلي ذلك تقديم الطعام، وتتناوب الأسر تقديم الطعام بعد ذلك كل في دوره حسب ترتيب البيوت، وإذا حدث أن كان رب البيت غائبًا حينئذ ينوب عنه أبناؤه في تقديم واجب الضيافة.
ويقيم الضيف طوال فترة تواجده في مجلس القبيلة أو العائلة المعد خصيصًا لذلك والذي يسمي لدى أهل سيناء بالمقعد.
ومن يقع الاختيار عليه لإقراء الضيف يقوم عادة بتقديم وجبات اللحم الطازج للضيف، حيث يقوم البدو بنحر الذبائح تقديرا وإكرامًا له، وكانت العرب تعير من يقدم للضيف وجبة لحوم غير طازجة أي جرى ذبح الشاة "الماعز" قبلها بيوم مثلًا، وتصل أحيانا إلى قيام الضيف بمقاضاة صاحب المنزل إذا قام بهذا الفعل.