رئيس التحرير
عصام كامل

مبادرة السيسي لا تكفي!


لم يطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي مبادرة جديدة للتبرع من أجل إنقاذ الاقتصاد المصري، ربما لأنه يدرك أن سمعه هذه المبادرات في بلادنا ليست طيبة منذ مبادرة التبرع لسداد ديون مصر، وربما لأنه يدرك أن حصيلة مثل هذا النوع من المبادرات قليل جدا ولا تكفي لتغطية سوي نسبة ضئيلة من عجز الموازنة، وربما أيضا لأنه يدرك -وهذا هو الأهم- أن حل المشاكل الاقتصادية التي نواجهها، وهي تتسم بالحدة -لا يتم عبر التبرع خاصة وأن ثقافة التبرع لدينا غائبة، مثلما لا يتم فرض الالتزام بالقانون بالمناشدات والتوجيه الإعلامي فقط.

لذلك اكتفي الرئيس السيسي فقط في مبادرته بالتبرع بنصف ثروته والاكتفاء بنصف راتبه.. إنه أراد هنا أن يعطي المثل والقدوة للجميع وأن يرسي سلوكا جديدا في المجتمع،  ليؤكد للجميع أن منصب رئيس الجمهورية ليس مغنما وإنما مسئولية كبيرة وضخمة مثلما هي مكلفة نفسيا وجسمانيا فإنها باتت مكلفة ماديا أيضا.. وهذا أمر يستحق عليه رئيسنا الجديد التحية والاحترام.

غير أن رد فعل أثرياء بلادنا حتى الآن مؤسف ولا يرتفع إلى مستوي مبادرة السيسي.. وهذا يقدم لنا دليلا جديدا على أن إلزامهم بتحمل تبعات وأعباء إصلاح أوضاعنا الاقتصادية يحتاج من الحاكم لتبني سياسات مختلفة ابتداء من سياسات الدعم وانتهاء بسياسات الضرائب ومرورا بسياسات مواجهة الاحتكار، لأن القدوة وحدها لا تجدي في هذا الصدد وإن كانت تعزز سياسيا وشعبيا موقف الحاكم عندما يتبني هذه السياسات الجديدة.
الجريدة الرسمية