رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية: مصر تدعو إثيوبيا لاستكمال محادثات سد النهضة.. الأردن يؤمن حدوده لمواجهة "داعش".. فلسطين مسرح لـ«حرب قذرة» تغذيها حسابات سياسية فاضحة.. «أبومازن» مُجبر على الاختيار

 الصحف الأجنبية
الصحف الأجنبية

تنوعت اهتمامات الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الأربعاء بالعديد من قضايا الشرق الأوسط التي من أبرزها تصاعد التوترات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.


دعت مصر إلى استمرار المحادثات الثلاثية بشأن سد النهضة في منتصف الشهر الجاري مع السودان وإثيوبيا لمناقشة استمرار العمل في بناء السد.

وأكد فقي أحمد نيجاش، مدير الحدود والأنهار في وزارة المياه والطاقة الإثيوبية لوكالة الأناضول، أن حكومته تبحث طلب مصر وسترد عليها في أقرب وقت.

وأوضح أن مصر أرسلت مقترحها في خطابين أحدهما للخرطوم والآخر لأديس أبابا عرضت فيهما استضافة المحادثات بين الثلاثة أطراف بشأن السد، مؤكدا أن الخرطوم أيضا تدرس المقترح المصري حاليا -بحسب صحيفة "وورلد بلوتن " التركية.

من جانبه أكد خالد واصف، المتحدث باسم وزارة الري المصرية، طلب مصر لاستئناف المحادثات في منتصف شهر يوليو الجاري بالقاهرة موضحا أن السودان وافقت بالفعل على ذلك.

من ناحيتها قالت صحيفة "وورلد تربيون" الأمريكية، إن الحكومة الأردنية تخطط لإرسال آلاف الجنود لتأمين الحدود مع العراق وسوريا، منوهة أن عدد الجنود سيصل إلى ثلاثة آلاف جندي على الأقل، وذلك نقلا عن مصادر بالحكومة.

وأضافت الصحيفة، أن الجنود سيتم تدريبهم لمراقبة الحدود ومنع أي عناصر تابعة لـ"داعش"من دخول المملكة، فيما أوضح وزير الداخلية الأردني حسين المجالي أنهم يتابعون بقلق الأحداث في الشرق.

كان وزير الداخلية، قد أطلع برلمان دولته في 25 الشهر الماضي على اقتراب خطر داعش من حدود البلاد، وهو ما تبعه تكثيف قوات الأمن على بعد 181 كيلومترا من الحدود الأردنية مع العراق. كما وافق مجلس الوزراء الأردني على توفير 3000 جندي لحماية الحدود بحلول عام 2015، حسب الصحيفة.

وأكد مسئولون أن ميزانية الطوارئ الأردنية، هي مصدر تمويل هذه العمليات التي تهدف إلى السماح لهؤلاء الجنود بأداء وظيفتهم، فيما أكد مصدر دبلوماسي أن الأجهزة الأمنية تعمل مع زعماء القبائل شرقي الأردن لتعزيز أمن الحدود.

من ناحية أخرى قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك، إن قتل ثلاثة إسرائيليين على أيدي الفلسطينيين «جريمة قاسية»، مشيرا إلى أن الجريمة نتيجة للمستوطنات التي تبنيها إسرائيل على الأراضي العربية.

وأضاف «فيسك» في مقالة له بصحيفة «الإندبندنت» البريطانية: «صحيح أن مقتل ثلاثة من الفتيان الإسرائيليين عمل وحشي، لا يغتفر، ولكن ليس صحيحًا أن مقتل 37 لبنانيًا يتحمل مسئوليته الإرهابيون». وتابع: «مقتل أطفال في قانا عام 1996 من أصل 109 مدنيين في قصف إسرائيلي على مخيم للأمم المتحدة هو جريمة حرب، مثلما هو قتل الإسرائيليين الثلاثة».

ويرى «فيسك» أن فلسطين تحولت إلى ساحة حرب قذرة، تغذيها حسابات سياسية فاضحة وقاتلة.

وقال «فيسك»، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وصف الفلسطينيين الذين قتلوا المستوطنين الثلاثة بأنهم «وحوش»، مثلما سبقه مناحيم بيجين بوصفه الفلسطينيين عام 1982 بأنهم «حيوانات تمشي على رجلين»، ثم شن عليهم قصفًا جويًا، مثلما يفعل نتنياهو مع حركة «حماس» تماما.

وتطرق الكاتب البريطاني إلى موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قائلا: «أوباما التزم الصمت عندما كانت إسرائيل تحاصر قطاع غزة في 2008 و2009، مخلفة مقتل 110 فلسطينيين، و13 إسرائيليا، أربعة منهم قتلوا برصاص إسرائيلي، لكنه (أوباما) وجد فصاحة منقطعة اليوم وهو يندد بهذا الإرهاب الأرعن ضد شباب أبرياء».

وأشار «فيسك»، إلى أن حركة حماس «تعطي الفرصة لنتنياهو ليقول إن السلام لن يتحقق ما دامت حماس في الحكومة الفلسطينية، على الرغم من أن رئيس الوزراء كان يقول قبلها بعدم وجود مفاوض فلسطيني يتفاوض معه لأن عباس لا يتحدث باسم حماس».

واختتم «فيسك» مقاله، قائلا: «الأمر كله متعلق بالأرض وبالمستوطنات التي تبنيها إسرائيل على الأراضي العربية. وتخصص المستوطنات لليهود وحدهم، الضفة المحتلة، التي قتل فيها الثلاثة شبان، وهم متجهون لزيارة عائلاتهم في مستوطنات إسرائيلية غير قانونية تدمر السلام».

قالت صحيفة «التليجراف» البريطانية، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عليه الاختيار بين حركة «حماس» أو عملية السلام.

وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن حركة «حماس» متورطة في مقتل الإسرائيليين الثلاثة، على الرغم من نفيها، موضحة أن جهاز الأمن الداخلي لإسرائيل حدد اثنين «حماس» وحملوهم مسئولية قتل المستوطنين.

ولفتت الصحيفة إلى إصدار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوامر لقوات الدفاع الإسرائيلية لإطلاق 30 غارة جوية ضد المنشآت التي لها صله بالجماعات المتشددة في قطاع غزة، قبل تشييع جثمان الإسرائيليين الثلاث.

وأوضحت الصحيفة أن قطاع غزة رد على الغارات الجوية الإسرائيلية وأرسل 18 صاروخا على الأحياء السكنية الإسرائيلية.

وأوضحت الصحيفة أن الشرق الأوسط لم يكتف من العنف الذي يعيث فسادا في البلاد مع تقدم المتشددين الإسلاميين في سوريا والعراق وإعلان الخلافة فيهما، مؤكدة أن هناك احتمالًا واضحًا وكبيرًا لتصعيد خطير للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وأضافت الصحيفة أن المشاكل «مختمرة بين الجانبين منذ أشهر، عندما حاول أوباما إقناع الأطراف المتناحرة للتفاوض على تحقيق تسوية سلمية لإنشاء دولتين منفصلتين تعيشان في سلام، ولكن المحاولات باتت بالفشل».

وترى الصحيفة أن الانتفاضة الثالثة (المتوقع حدوثها حال فشل التسوية) ستحدد ما إذا كان «عباس» ملتزم بالاتفاق مع «حماس» أو سيستجيب بشكل إيجابي لطلب إسرائيل بالتخلي عن العلاقات مع المتشددين، والعودة لطاولة المفاوضات، واختيار السلام مع إسرائيل لصعوبة الجمع بين «السلام وحماس».

ذكرت وسائل الإعلام الفلسطينية اليوم الأربعاء أن مسئولين أمنيين كبار في جيش الاحتلال الإسرائيلي قالوا إن الجيش لا ينوي الذهاب إلى عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة.

وأضافت وسائل الإعلام نقلًا عن المسئولين الأمنيين قولهم "إنه وبخصوص إطلاق الصواريخ من قطاع غزة تم نقل رسائل بين حركة حماس والكيان عن طريق الوساطة المصرية بشأن رغبة الطرفين في تهدئة الأمور".

وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر"الكابينت"، اجتمع مساء أمس الثلاثاء لمناقشة وبحث سبل الرد على عملية قتل 3 من المستوطنين اختطفوا قبل نحو 20 يومًا في مدينة الخليل. وأكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبيل انعقاد اجتماع الكابينت أن "حكومة الاحتلال" أمام 3 مهمات رئيسية تتمثل في العثور على الخاطفين ولو بعد حين، وضرب البنية التحتية لحركة حماس في مناطق الضفة الغربية، وإعداد الجيش لأي سيناريو محتمل ضد قطاع غزة.
الجريدة الرسمية