محمد التابعى يفطر في رمضان
نشرت مجلة «آخر ساعة» مقالًا في رمضان ١٣٧٤هـ الموافق ١٩٥٤م للكاتب الصحفى «محمد التابعى» يقول فيه:
لا أريد أن أكتب هنا «حديث رمضان» مثلما اعتاد الكتاب والشيوخ الأجلاء بل أحب أن أكتب حديثًا عن رمضان، فقد تلقيت رسالة من قارئى يسأل أن النهار يطول في بعض بلدان أوربا وأمريكا حيث هناك الشمس لا تغيب فترات من فصل الصيف سوى ساعة أو أقل.. ويسأل القارئى هل يظل المسلم صائمًا في تلك البلاد لمدة ٢٢ أو ٢٣ ساعة ويفطر لمدة ساعة واحدة في شمال النزويج مثلًا؟ ولم يرد على أحد من العلماء الأجلاء على هذا السؤال.
كنت في جنيف في رمضان في شهر يوليو وأعترف بأننى لم أكن صائمًا في تلك الفترة لأنى كنت مريضًا وعلى سفر، وكذلك كان زميلى وصديقى فكرى أباظة معى في نفس الرحلة.
كنا نجلس إلى الطعام وحضر معنا طبيب مصرى فاضل يقيم في جنيف ينظر في ساعته وينتظر غروب المشمس لأن مدينة جنيف ليس بها مساجد أو مآذن ولأن حكومة سويسرا لا تطلق مدفع الإفطار إكرامًا للسياح المسلمين.
ذكر لنا أنه في باريس لا تغرب الشمس إلا في العاشرة مساء في شهر يوليو، في لندن وبتوقيت مصر لا تغرب الشمس إلا في الحادية عشر مساءً وفى النرويج والسويد بعد منتصف الليل وفى شمال النرويج لا تغرب الشمس مطلقًا طوال الصيف.
تساءل فكرى أباظة يعنى نعمل إيه لو كنت في بلد لا تغرب فيها الشمس في رمضان.؟.
قال الطبيب أصوم ١٦ ساعة مثلما في مصر وأفطر حتى لو كانت الشمس ساطعة..
مازلت أنتطر رد شيوخنا الكبار على هذه المشكلة...
