روبرت فيسك: فلسطين مسرح لـ«حرب قذرة» تغذيها حسابات سياسية فاضحة.. مقتل المستوطنين الإسرائيليين «عمل وحشي» مثل قتل الأطفال.. و«حماس» تعطي الفرصة لـ«نتنياهو» لتعط
قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك، إن قتل ثلاثة إسرائيليين على أيدي الفلسطينيين «جريمة قاسية»، مشيرا إلى أن الجريمة نتيجة للمستوطنات التي تبنيها إسرائيل على الأراضي العربية.
وأضاف «فيسك» في مقالة له بصحيفة «الإندبندنت» البريطانية: «صحيح أن مقتل ثلاثة من الفتيان الإسرائيليين عمل وحشي، لا يغتفر، ولكن ليس صحيحاً أن مقتل 37 لبنانياً يتحمل مسئوليته الإرهابيون». وتابع: «مقتل أطفال في قانا عام 1996 من أصل 109 مدنيين في قصف إسرائيلي على مخيم للأمم المتحدة هو جريمة حرب، مثلما هو قتل الإسرائيليين الثلاثة».
ويرى «فيسك» أن فلسطين تحولت إلى ساحة حرب قذرة، تغذيها حسابات سياسية فاضحة وقاتلة.
وقال «فيسك»، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وصف الفلسطينيين الذين قتلوا المستوطنين الثلاثة بأنهم «وحوش»، مثلما سبقه مناحيم بيجين بوصفه الفلسطينيين عام 1982 بأنهم «حيوانات تمشي على رجلين»، ثم شن عليهم قصفاً جوياً، مثلما يفعل نتنياهو مع حركة «حماس» تماما.
وتطرق الكاتب البريطاني إلى موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قائلا: «أوباما التزم الصمت عندما كانت إسرائيل تحاصر قطاع غزة في 2008 و2009، مخلفة مقتل 110 فلسطينيين، و13 إسرائيليا، أربعة منهم قتلوا برصاص إسرائيلي، لكنه (أوباما) وجد فصاحة منقطعة اليوم وهو يندد بهذا الإرهاب الأرعن ضد شباب أبرياء».
وأشار «فيسك»، إلى أن حركة حماس «تعطي الفرصة لنتنياهو ليقول إن السلام لن يتحقق ما دامت حماس في الحكومة الفلسطينية، على الرغم من أن رئيس الوزراء كان يقول قبلها بعدم وجود مفاوض فلسطيني يتفاوض معه لأن عباس لا يتحدث باسم حماس».
واختتم «فيسك» مقاله، قائلا: «الأمر كله متعلق بالأرض وبالمستوطنات التي تبنيها إسرائيل على الأراضي العربية. وتخصص المستوطنات لليهود وحدهم، الضفة المحتلة، التي قتل فيها الثلاثة شبان، وهم متجهون لزيارة عائلاتهم في مستوطنات إسرائيلية غير قانونية تدمر السلام».