رئيس التحرير
عصام كامل

خبير إسرائيلي: حكومة نتنياهو ستتصرف لكن بالعقل

فيتو

يرى خبير إسرائيلي أن مواجهة الإرهاب والرد على مقتل الإسرائيليين الثلاثة يتطلبان من حكومة نتنياهو "تحكيم العقل وليس الخضوع للمشاعر ودعاة الانتقام". ويوضح روني شكيد، في حوار مع DW، متطلبات السلام من الفلسطينيين وإسرائيل.


DW: عندما يؤكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن حماس ستدفع الثمن، هل يعني ذلك أن هنالك حربًا وشيكة ولا مفر منها؟



روني شكيد: أولًا يتعين أن أوضح أن الغضب والاستياء الموجودين في إسرائيل يشملان كل الأطراف والأحزب السياسية وفئات المجتمع الإسرائيلي.



أما بالنسبة للحكومة، فهي ستتصرف ولكن ليس من منطلق المشاعر. وهي بصدد بحث ماذا ستفعله. وتتواصل المشاورات داخل الحكومة المصغرة، التي اجتمعت أمس الإثنين ودرست الخيارات المطروحة. كما ستعقد الثلاثاء (الأول من يوليو 2014) اجتماعًا يدوم أربع ساعات وسنعرف بعد تلك الاجتماعات ما هي الخطوات التي ستقدم عليها الحكومة كرد فعل على مقتل الإسرائيليين الثلاثة.



وحسب قراءتي لمجريات الأوضاع، لن تكون الخطوات الآتية قوية جدًا. ستكون (هناك) إجراءات ضد حماس ومؤسساتها، ولا اعتقد أن تصل الأمور إلى حرب، ولا حتى حرب على غزة، خصوصًا أن الحكومة الإسرائيلية في الفترة الحالية، وتحديدًا بالنسبة لوزير الدفاع موشي يعلون، الذي لا يريد أن تحدث خلال هذه الفترة أي نوع من الحرب على غزة. نعم، منذ أيام كانت هنالك غارات جوية على غزة، لكن الأمور ليست كما يعتقد الكثيرون أنها حالة حرب.





هل المقصود توجيه ضربات عسكرية ضد أهداف محددة لحماس؟


شكيد: ما أفهمه من سياق الوضع الحالي أن الحكومة الإسرائيلية تريد استهداف طرف واحد، هو حماس والإرهاب، واستبعاد الطرف الثاني، أي المواطنين المدنيين الموجودين في الضفة الغربية.

أعتقد أن هنالك هدفًا أبعد تسعى الحكومة الإسرائيلية لتحقيقه وهو ليس مجرد ضرب حماس، بل فك أي توافق وحكومة وحدة بين حماس وفتح وأن لا يمضي محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، في استمرار الحكومة الموجودة اليو م(حكومة الوحدة الفلسطينية).



إذًا يبدو الأمر بمثابة هدف سياسي أبعد ويتجاوز رد فعل وانتقام من مقتل الإسرائيليين الثلاثة؟


شكيد: لا أحبذ استخدام كلمة انتقام، لأن هذه العبارة لا نستخدمها في إسرائيل، وإن كانت هنالك بعض الأصوات من وزراء أو من الشارع يطالبون بالانتقام.

لكن هذا ليس رأي رئيس الوزراء، كما يشاع، ولا وزير الدفاع، فقد أكدوا أنه ليس الوقت للحديث عن الانتقام، وأنه يتعين استخدام العقل وليس العواطف والمشاعر.

مشاعرنا الآن تقول بالانتقام، لكنه لن يؤدي إلى أي شيء، والإرهاب سيستمر وسينتج مشاكل جديدة.



إسرائيل بحاجة إلى خطوات يترتب عنها إيقاف حماس لكل عملياتها التخريبية، وبأن تكون حكومة محمود عباس مسئولة عن أي عمل إرهابي إذا حدث مستقبلًا.



هل يعني هذا توجهًا إسرائيليًا لوضع شروط إضافية لأي مفاوضات مقبلة مع السلطة الفلسطينية؟



شكيد: في ظل الظروف حالية، لا يفكر أحد في عملية السلام. ومن المبكر جدًا الآن الحديث عن إحياء محادثات السلام. وأعتقد أن حكومة نتنياهو ستستخدم هذه الفرصة كي تبتعد أكثر عن مفاوضات السلام.





لكن تسيبي ليفني، المسئولة عن ملف المفاوضات في الحكومة الإسرائيلية، طلبت من الحكومة استخدام العقل والحكمة والعودة لطاولة المفاوضات. لكن ما نلاحظه في إسرائيل أن الأجواء غير مناسبة في الوقت الراهن، ولهذا السبب لن تكون الآن أي محادثات سلام ليس فقط لعدة أسابيع، بل لعدة شهور.



لكن هنالك أصوات عديدة داخل إسرائيل وخارجها تنتقد أداء حكومة نتنياهو فيما يتعلق باستحقاقات محادثات السلام، وبعض الأمور الأساسية بالنسبة للجانب الفلسطيني، مثل موضوع الأسرى، وكان بإمكانها لو قامت بذلك نزع فتيل التوتر وتعزل المتطرفين؟



شكيد: لقد كانت الحكومة الإسرائيلية صعبة جدًا في موضوع الأسرى. ودعنا نكون صريحين، فالمحادثات لم تكن مفاوضات بمعنى الكلمة. فلا أحد من الطرفين، سواءً نتيناهو أو محمود عباس، كان صريحًا في موضوع التفاوض، لأن كل واحد منهما كان يريد أن يظهر للراعي الأمريكي بأنه يقوم بكل جهوده من أجل السلام.



وبرأيي، فإن الحكومة الإسرائيلية اليمينية الموجودة حاليًا في إسرائيل لا تفكر في إحياء مفاوضات السلام والبحث عن حل سياسي للمشكلة والأزمة الكبيرة التي نعاني منها في الشرق الأوسط. المشكلة هي في الحكومة أيضًا، ولذلك فإن توقعاتي بشأن أي استئناف للمفاوضات، إذا تمت المفاوضات أصلًا، ستكون بعد عدة شهور. وكذلك لا بد من انتظار تغييرات في إسرائيل كي يحدث تغيير في سياسة الحكومة.



روني شكيد، محلل سياسي إسرائيلي في يديعوت أحرنوت وباحث بمعهد ترومان بالجامعة العبرية في القدس

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية