رئيس التحرير
عصام كامل

إخوان سوريا يستعدون لتقديم أنفسهم بديلا عن "الائتلاف".. الجماعة تسعى لتشكيل كيان عسكري جديد طمعا في أموال أمريكا.. وتخطط لإزاحة إياد القدسي رغم خبرته الإدارية.. وتكرر فشل التجربة المصرية

الاخوان المسلمون
الاخوان المسلمون بسوريا - صورة ارشيفية

بعد حرب البيانات بين الحكومة المؤقتة من جهة، والائتلاف والأركان من جهة أخرى، يستعد رئيس حكومة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد طعمة، لإعلان انفصال الحكومة بشكل كامل عن الائتلاف مع بداية يوليو الجاري، بالتزامن مع اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف، بحسب ما ذكر المحلل السياسي أمجد الصيرفي، على موقع "أول فور سيريا".

يتابع الكاتب أنه "من المعروف عن الدكتور أحمد طعمة ضعف إدارته لشئون الحكومة، وذلك نتيجةً لعدم وجود أي خبرات سابقة لديه، فهو قضى عمره يدير عيادة أسنان مؤلفة من غرفتين وصالون، لكن الخطوات الأخيرة والمتسارعة جاءت بعد وضع الإخوان المسلمين كل ثقلهم في الحكومة المؤقتة، وسيطرتهم على كل مفاصلها"، وهم يتحكمون في الحكومة كما يريدون تمامًا، وفكرة انفصال الحكومة جاءت بعد استقالة البيانوني من الائتلاف، وبعد أن أعلنت الإدارة الأمريكية عن تخصيص مبالغ ضخمة، لتدريب وتسليح المعارضة السورية.

خطوات الإخوان
ويؤكد الصيرفي أن الإخوان يريدون، عبر خطوات عدة، منها تشكيل كيان عسكري جديد يضم فصائل كثيرة عاملة على الأرض - وأيضًا مع إعلان انفصال الحكومة التي يسيطرون على كل مفاصلها - تقديم أنفسهم طرفًا قويًا وبديلًا عن الائتلاف، من أجل الحصول على كل لمساعدات، خصوصًا بعد تصاعد هجمات داعش في سوريا والعراق، وارتفاع الأصوات في المحافل الدولية من أجل مكافحة الإرهاب.

ويعمل الإخوان على إبعاد وإضعاف كل من لم يتوافق مع سياساتهم في المعارضة، ومؤخرًا حاولوا إبعاد نائب رئيس الحكومة إياد قدسي، عن الدائرة الضيقة لاتخاذ القرار في أروقة الحكومة، فيما يتمتع قدسي بخبرة إدارية كبيرة، حيث إنه كان يشغل منصب إداري كبير في شركة آرامكو العملاقة، لمدة 25 عامًا.

وقام الطعمة بإقالة العميد عبد الإله بشير من منصبه برئاسة الأركان مؤخرًا، علمًا بأن البشير معروف عنه عدم انخراطه في لعبة التكتلات السياسية، وهو من المقاتلين على الأرض، إذ إنه كان لحظة تعيينه رئيسًا للأركان يقاتل على الجبهات، وفي إحدى المعارك التي كان يقودها قبل عدة شهور، استشهد ابنه الذي كان يقاتل معه.

الدرس المصري
ويستغرب الصيرفي أن الإخوان السوريين لم يتعلموا من الدرس المصري، وهاهم يدفعون برجل ضعيف للواجهة، كما حدث لمحمد مرسي، الذي كان يدار بشكل كامل من مكتب الإرشاد، حتى أنه كان خيارًا ثانيًا للإخوان في مصر كمرشح للرئاسة، بعد تعذر ترشيح خيرت الشاطر في حينها.

ويعتبر الصيرفي أن أحمد الطعمة رجل ضعيف، لا يصلح لإدارة حكومة تمثل ثورةً، حيث إنه في جلسة رسمية مع وزير الخارجية الألماني، تراه يطلب منه اللجوء بدل الحديث في مواضيع مهمة، مثل دعم أكثر للمتضررين من الشعب السوري، والمفاجأة في الموضوع أن عمدة مدينة برلين رفض منح الطعمة حق اللجوء في المدينة، مما اضطر الخارجية الألمانية لإعطائه اللجوء مع أسرته في الريف البعيد، وفي مدينة نائية، لكم أن تتخيلوا كيف سيستقبل وزير خارجية دولة كبرى كألمانيا رئيس الحكومة في المرات القادمة بعد هذه الفضيحة!

ويختتم الصيرفي مقاله بالقول إن "المخطط الذي تسير فيه الحكومة بقيادة الطعمة، وبدعم كامل من الإخوان، سيكون له أثر سلبي كبير على حال المعارضة، وعلى الواقع الميداني على الأرض"، وبالتأكيد ستعيد كل الدول الداعمة حساباتها، وربما يتراجع أوباما عن قراره الأخير بدعم المعارضة بمبلغ 500 مليون دولار.
الجريدة الرسمية