رئيس التحرير
عصام كامل

خبير مصرى: مقتل المستوطنين ليس له مبرر وهدفه جلب الدمار والخراب على الشعب الفلسطيني.. إسرائيل استنفرت بجميع مؤسساتها من أجل استعادة المخطوفين.. و"حبارة" لا يزال قيد المحاكمة.. سياساتنا الخارجية فاشلة

فيتو

علق "عمرو زكريا" الخبير المصرى والمتخصص في الشأن الإسرائيلى، على واقعة مقتل المستوطنين الثلاثة الإسرائيليين، قائلًا: "لا أرى في عملية خطف المستوطنين اليهود وقتلهم مبررًا، فهذه العملية لا يبدو أنه كان لها أهداف واضحة (عقد صفقة لإطلاق سراح الأسرى في مقابل المخطوفين)، ويبدو أن الهدف منها كان جلب الدمار والخراب على الشعب الفلسطيني، فهذه العملية لم ينتج عنها سوى المزيد من الاعتقالات والحصار للفلسطينيين، بل وتعرض بعضهم للقتل".

ذريعة للحكومة الإسرائيلية
وأضاف أن: عملية الخطف أعطت ذريعة للحكومة الإسرائيلية باتهام الفلسطينيين بالإرهاب، ولقد استغلت إسرائيل هذه العملية، على الرغم من قصر المدة أفضل استغلال ووصلت بها إعلاميًا إلى أعلى المستويات وأرسلت أمهات المخطوفين إلى الأمم المتحدة لاستعطاف دول العالم لمساندتهم ضد "الإرهاب" الفلسطيني. كما التقى الرئيس "المنتهية ولايته" شمعون بيريز، بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، واحتشد عشرات الآلاف في ميدان رابين بحضور الرئيس الحالي روبين ريفلين، قبل يوم من العثور على القتلى من أجل التضامن مع عائلات المخطوفين، في حين لم يربح الفلسطينيون أي شيء من جراء هذه العملية.

وأردف الخبير المصرى: "دهشت من خبر وقوف الحكومة الإيطالية، قبل انعقادها، دقيقة حدادًا على أرواح المستوطنين القتلى، ليس استهزاءً بالموتى، لكن من حسن استغلال إسرائيل للأحداث، ومن جانب آخر أنظر إلى وضعنا في مصر وشهداء رفح الأولى والثانية والثالثة، وقتل ضباط الشرطة والجيش يوميًا على يد الإرهاب، ولم أشاهد أي حكومة في العالم، حتى الحكومات العربية والإسلامية، تقف حدادًا على أرواح شهدائنا".

سياسات فاشلة
وتابع: "للأسف سياستنا الخارجية في إظهار حقيقة ما يتعرض لها المصريون من إرهاب غاشم، فاشلة بدرجة كبيرة، أو أن دماء المصريين ليست في قيمة الدماء اليهودية في نظر الغرب".

واستطرد: "لا أخفي شعوري بالغيرة عندما شاهدت استنفار إسرائيل كلها بجميع أجهزتها ومؤسساتها وجنودها، من أجل استعادة المخطوفين، ولم يكن هناك أي خطوط حمراء في تعامل الحكومة الإسرائيلية مع هذه العملية، في الوقت الذي أرى فيه عادل حبارة الذي قتل جنودنا في رفح بدم بارد واعترف بذلك، ما زال قيد المحاكمة منذ نحو العام، كما لم نسمع حتى اليوم عن قتلة جنودنا في رفح في رمضان وقت الإفطار. 

وتساءل: ماذا كان رد فعل إسرائيل لو قام شخص بقتل 24 جنديًا إسرائيليا؟ أعتقد أنها لم تكن لتقتله هو فقط، ولكن جميع من يقف خلفه، بل بشن حرب شاملة على المسئولين عن ذلك حتى ولو كانت دولة أخرى، ولن تنتظر أي تعليق أو رد فعل من أي دولة كانت. في الوقت الذي تستبيح فيه الجماعات الإرهابية وجماعات حماس سيناء، وما يتعرض له المصريون في ليبيا، من قتل واعتقال، ومصر تلتزم الصمت تجاه حماس والإرهابيين في ليبيا.
الجريدة الرسمية