رئيس التحرير
عصام كامل

السيناريو الآخر في تفجيرات الاتحادية!


منذ الوهلة الأولى لحدوث تفجيرات الاتحادية ياسادة وهناك سيناريو مفترض تحدث عنه الإعلاميون والصحفيون اعتمادا على بيان تنظيم أجناد مصر الذي صدر يوم الجمعة الماضي قبل حدوث التفجيرات بثلاثة أيام.. وهذا السيناريو يقول إن المتفجرات تم زرعها في منطقة الاتحادية قبل تفجيرها بعدة أيام سواء من خلال اختراق عمال شركات المقاولات العاملين في المنطقة أو اختراق جهاز الشرطة ذاته .. إهمال وعدم يقظة واهتمام بالتحذير المسبق لتنظيم أجناد مصر..

والأغلب أن هذا التنظيم الذي يعتقد البعض أنه خليط من عناصر إخوانية وعناصر «حازمون» سعيد بأن يسود هذا السيناريو، وربما خطط لترويجه مثلما خطط لهذه التفجيرات صباح اليوم الثاني من شهر رمضان، وهذا يمكن أن نستنتجه من بيان التنظيم الذي تباهي فيه بأنه استدرج قوات وضباط الشرطة للفخ الذي نصبوه.

لذلك لماذا لا نفكر في سيناريو آخر لحادث التفجيرات الجديدة؟.. لماذا لا يكون التحذير الذي أطلقه تنظيم أجناد مصر يوم الجمعة لم يكن جادا أو حقيقيا وكان هدفه إيهام أجهزة الأمن بأنه غير جاد في تفجير محيط الاتحادية، بعد أن تتأكد الشرطة من ذلك وقتها، ثم بعد ذلك يتم زرع المتفجرات بذات الطريقة بعد حدوث استرخاء أمني في أعقاب تعقيم المنطقة يوم الجمعة؟

هذا هو السيناريو الأقرب لتفجيرات الاتحادية.. وهو سيناريو بسيط يذكرنا بالقصة الفلكورية الشهيرة التي كان فيها شخص يستنجد بالناس لإنقاذه من الغرق وعندما تأكد الناس أنه يلهو ويعبث لم يهرعوا إلى نجدته حينما هدده الغرق فعلا.. ولعل هذا أيضا هو حقيقة الفخ الذي وقع فيه رجال الشرطة ورفع عدد ضحاياهم الآن إلى ٥٠٥ شهداء.
الجريدة الرسمية