رئيس التحرير
عصام كامل

لا شيء يدعو للدعشة!! عفوًا أعني للدهشة!!


ما زال إعلام داعش يواصل القيام بدوره المنوط به، دون أن يعرف من أين أو إلى أين!! منذ اندلاع الأزمة الكارثة في سوريا والتي طالت أكثر من ثلاثة أعوام ظل الإعلام الداعشي يكرر أسطوانة (الأسد الذي يقتل شعبه) ويتجاهل تماما المجازر التي ترتكبها تلك العصابات في حق ذات الشعب.

الآن بدأ الإعلام الداعشي يعزف أغنية تبريرية أخرى (المالكي مسئول عما جرى بسبب التهميش الطائفي) رغم أن التهميش هو جزء لا يتجزأ من تاريخ المسلمين وحاضرهم وربما مستقبلهم.

فات هؤلاء وهم أساتذة التفويت وطبعًا نحن لا نطمع في إيقاظ ضمائرهم ولا شحذ هممهم فهي من النوع الذي لا يمكن شحذه ولا إيقاظه أن المشروع الداعشي قديم قدم تاريخ المسلمين وأن الدواعش لن يكتفوا بذبح أعدائهم في المذهب بل سيذبحون كل من يقف عائقا أمام تثبيت دولتهم التي يسعون لإقامتها والأهم من هذا أنهم سيصبحون قوة إقليمية كبرى تفرض شروطها ولوائحها على النظم (الكافرة) أو جيرانها الأعزاء.

جيران داعش الأعزاء صنفان، قسم يسهل التهامه مثل الأردن التي يؤكد معهد استراتفور أنها الهدف التالي لداعش وقسم ستقوم داعش بمشاغلته وتصدير المجاهدين لتنفيذ بعض الاغتيالات وتفجير بعض الأحزمة الناسفة إجبارهم على تنفيذ مطالبهم هذا وإلا!!! لماذا يبدو المستهدفون من المشروع الداعش هادئين مطمئنين دون أن تبدو عليهم أمارات الخوف أو الفزع؟!

الجواب معروف وهو أنهم تلقوا تطمينات من الدول الراعية لداعش بأن هذا المشروع لن يستهدفهم وأنه يستهدف محور المقاومة فقط لا غير، وكذبوا فمتى كان هؤلاء قادرين على لجم الإرهاب والتحكم فيه!!

لا تنسى أن الأردن كان من أهم قواعد التدريب والإمداد لهذا التنظيم وأنه فتح أراضيه لهم للقيام بهذه المهمة ظنًا منه أن مهمة التنظيم قاصرة على إسقاط (نظام الأسد الذي يقتل شعبه) فإذا بالتنظيم ينتقل لمهمة أخرى هي إسقاط المالكي (الذي يمارس التهميش والإقصاء بحق شعبه)، وقد أصبح الآن مهددًا وفقًا لتصريحات علنية داعشية بإسقاط النظام الأردني (الذي... ؟!) وهكذا.

ستبقى المنطقة مفتوحة على كل الاحتمالات ويبقى مصيرها معلقا لا على التسويات والاقتراحات التي انطلقت من كل حدب وصوب من العرب والأمريكان تطالب المالكي بالانصياع لمطالب (المجاهدين) وسيبقى الصراع محتدما بعد أن دعت المرجعية الدينية في العراق للجهاد الكفائي مما يعني أن الصراع لم يعد محصورًا مع المالكي ولا حكومته المفككة بسبب محاولته المضنية لإرضاء (المهمشين في الأرض)!!
صراع طويل ومفتوح سيحسم مصير المنطقة!!
الجريدة الرسمية