رئيس التحرير
عصام كامل

اختيار الوزراء والمحافظين!


النجاح والفشل مرهونان بحسن الاختيار، وهناك دول انهارت لأن الاختيار في الوظائف القيادية كان للأسوأ وخير مثال على ذلك الاتحاد السوفيتي قديما، ولا توجد دولة في العالم حققت تقدما بسوء اختيار قياداتها، والقائد الناجح سوف يختار معاونين أكفاء، أما الفاشل فيختار الأفشل منه حتى لا يظهر ضعفه.

ومصر ومنذ ثورة يوليو كان الاختيار دائما لأهل الثقة على حساب الخبرة، حتى حكم الإخوان اختاروا أهل الجماعة والعشيرة، فكانت نهايتهم السريعة..

أقول هذا بمناسبة التشكيل الوزاري رغم أنني -والله العظيم- كنت أفضل عدم الكتابة عنه ولكنني لم أستطع كتم غيظي أكثر من ذلك لأن فشل هذه الحكومة-لا قدر الله- سوف يتحمله رئيس الجمهورية الذي نحبه ونراه المنقذ في الماضي والحاضر والمستقبل، وعلى قدر احترامي للمهندس إبراهيم محلب على قدر صدمتي في اختياراته والتي لا تتناسب إطلاقا مع معسكره السري لمدة عشرة أيام يتنقل فيها من مكان لآخر، وكأنه يخطط لضربة جوية ثانية، ثم يخرج علينا بوزير تخطى الثمانين من العمر(الزراعة)، وآخر على مشارفها مع ظروف صحية صعبة (الثقافة)، ووزير كان مساعدا للوزير الإخواني الأسبق (العدل)، ووزير أكاديمي يتولى أهم وأخطر ملف (الري)، ويحتاج شهورا ليعرف عدد دول حوض النيل ولدينا في وزارة الري كوادر تعلم كل شبر في أفريقيا، ثم يستبعد وزير الخارجية الذي شهد الجميع بكفاءته، ويأتي بآخر صدمت مما قرأت عنه.

وإن كنت أتفهم أسباب عدم اختيار وزراء ينتمون للمؤسسة العسكرية حتى لا يقال إن الجيش يحكم البلاد رغم أنه مبرر غير مقنع، ولكنني لم أجد مبررا لاختيار مهندس بترول لوزارة النقل، فإذا كان ناجحا لماذا لم يتول وزارة البترول؟ وكم من الوقت يحتاج حتى يعلم الفرق بين النقل البري والبحري والسكة الحديد؟ وإذا كانت وزيرة البيئة السابقة حققت إنجازا لماذا لا تستمر في منصبها، وماهي علاقتها بالتطوير الحضاري وهي مدرسة لغة فرنسية؟ وماهي أسباب الفك والتركيب والقص واللصق للوزارات؟

الشيء الإيجابي الوحيد هو إلغاء وزارة الإعلام بسبب فشل من كانت تتولاها رغم تمسك محلب بها، ثم إنني أستغرب من هذا اللهث وراء الإعلام من الوزراء، فقبل حلف اليمين انتشروا في مدينة الإنتاج الإعلامي رغم أنهم لم يفعلوا شيئا بعد، وأيضا ليست العبرة بالعمل مبكرا بل بحجم العمل والإنجاز، وختاما أتمنى أن تكون حركة المحافظين أفضل من الوزراء.. فالمحافظ رئيس جمهورية محافظته، ومعظم المحافظين الحاليين لا يصلحون ونحن ليست لدينا رفاهية الوقت وأي إخفاق سوف يصب في مصلحة الأعداء من الجماعة الإرهابية وأنصارها في الداخل والخارج.. وربنا يخيب ظننا ويوفق محلب واختياراته لخدمة البلاد والعباد.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية