رئيس التحرير
عصام كامل

أعد رمضان إلينا يا سيسي!


ولأن " الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن " كما يقول الفقهاء لذا الأمل أيضًا يظل في رقبة الرئيس السيسي بعد أن فتح رئيس وزرائه شهيتنا وإعلانه تشديد الرقابة على الأعمال الدرامية في رمضان، والقصة وما فيها تقول إن التكنولوجيا ساهمت - مع أشياء أخرى - في تفسخ المجتمع المصري الذي كان نموذجا في الانسجام والتوحد حتى في رمضان بمسلميه ومسيحييه، فماذا كان يحدث؟ وكيف كان رمضان؟ 

نقول وخلافا للظواهر الرائعة للشهر الكريم التي تراجعت نسبيا مثل الدورات الرمضانية: كان المصريون يتجمعون عند الإفطار في لحظة واحدة في كل أنحاء البلاد، يتناولون إفطارهم في وقت واحد، كانت الإذاعة وحدها التي تعمل ويتوقف التليفزيون وبعد دقائق يعود التليفزيون للعمل ببرامجه ومنها فوازير رمضان، كان المصريون وكأنهم جميعا على مائدته واحدة، يشاهدون معا مسلسلا واحدا ويسمعون أعمالا إذاعية واحدة، المعاني الدرامية وما فيها من عبر واحدة، حتى بإفيهاتها ونكاتها، بأسئلة فوازيرها وطموح الساعين لكسب جوائزها، كانت الموضوعات والأعمال حديث الناس والأحاديث واحدة، كانت الرسائل محور اهتمام الجميع فكان لدينا مجتمع واحد متماسك.

اليوم لدينا أكثر من مجتمع، أكثر من ثقافة، أكثر من ذوق، وعندما نضع ذلك جنبا إلى جنب مع ما جرى للتعليم الذي أصبح لدينا فيه أكثر من مستوى وأكثر من نمط وأكثر من نوع ينتمون لأنواع مختلفة بين تعليم لمدارس أمريكيه وأخرى بريطانية وأخرى فرنسية وأخرى كندية وأخرى ألمانية حتى دفعت اللغة العربية نفسها الثمن في هذا الصراع ونتيجة له.

اليوم يحق لنا أن نحلم أن تنتبه دولتنا الجديدة لأخطاء سابقه تم في غفلة الدولة وأحيانا تحت بصرها وربما بدعمها، يحق الآن أن نطمع أن نعيش الآن ما عشناه في الطفولة وكان قبل سنوات قليلة هو حالنا جميعا، من حقنا الآن أن نحارب المخطط بتخطيط مضاد وأن نحارب الفوضى بالجرأة والقدرة على التصدي!

من حقنا نحلم ومن حقنا أن نطلب من حكامنا ونتمنى وليس هناك أهم من توحيد وجدان المصريين ووعيهم وثقافتهم ومنها إلى وحدة أهدافهم ومصائرهم، من حقنا أن نحلم وإن لم يكن ذلك في رمضان الحالي فلنعتبره آخر رمضان يمر على المصريين وهم ضحايا سباق أو قل صراع الفضائيات ومن وراءها وضحايا لجشعهم الذي يأخذ في طريقه أروع ما لدى شعبنا!
أعد إلينا، نحن أهل مصر، رمضاننا يا سيسي!
الجريدة الرسمية